(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتكلم يسوع في هذا المثل دون شك عن الكهنة والفريسيين ومعلمي الشريعة، وعن الشعب اليهودي في زمنه بشكل عام. يمثلهم الإبن الثاني في المثل. أما الإبن الأول فهو يمثل غير اليهود، الوثنيين، أو الخطأة وجباة الضرائب من اليهود. الله أب الجميع، دعا كل الشعوب إليه، ودعا الجميع للعمل في كرمه. اليهود قبلوا دعوته ظاهريًا، فقطع لهم عهدًا، وعدهم أن يكون لهم أبًا وإلهًا، وأقام منهم كهنة ومعلمين للشريعة، ووعدوه أن يعملوا في الأرض لبناء ملكوته. بينما شعوب اخرى رفضت دعوة الله وراحوا إلى الوثنية، أو يهود رفضوا عبادة الله الواحد وتبعوا طرقًا أخرى. لكن، في الحقيقة، ما حدث، كما يقول يسوع، هو أن الكهنة ومعلمي الشريعة والفريسيين لم يطيعوا الله عمليًا، ولم يعملوا لملكوته، بل عملوا لمصالحهم، بينما بعض الوثنيين والخطأة ندموا على رفضهم الله، وتابوا، ورجعوا إليه وشرعوا يعملون في ملكوته. وعلى الرغم من كل التحذيرات التي أطلقها الأنبياء لكي يرجع اليهود ومعلميهم إلى الله، لم يشاؤوا، بقوا على ضلالهم، بينما انطلق الخطأة التائبون يعملون في ملكوت الله باجتهاد.

تأمل في النص

المقارنة في المثل بين شخصين، كلاهما يقول بأن الله أبوه. واحد قبل دعوة الله ظاهرًيا، ووعد بأن يخدمه ويعمل في كرمه، وراح يسلك بحسب ظاهر الشريعة، ويمارس الطقوس على اكمل وجه، لكن بالحقيقة هو يعمل لنفسه، لسمعته، لشهرته، لمصالحه، وليس لله.

والشخص الثاني قالها صراحة إنه لا يريد أن يعمل في حقل الله، فراح يعيش على هواه ويغذي اناه وهواه وشهواته. وفي يوم من الأيام، رجع إلى نفسه، ندم على رفضه الله وتاب وراح يخدم الله بكل ما أوتي من قوة وإمكانيات. من هو الإبن الحقيقي؟ هل هو المتدين ظاهرًيا أمام الناس؟ بالطبع لا! الابن الحقيقي هو الذي تاب ورجع إلى الله وراح يعمل في حقله حتى لو لم ينسَ له الناس ماضيه. الطاعة الحقيقية لله ليست طاعة القول والمظاهر، بل طاعة الخفاء والعمل. 

الفكرة الرئيسة

ليس الانتماء الظاهري من يصيرني ابنًا لله، ولا الانتماء الاجتماعي، ولا المسؤوليات التي اشغلها في المؤسسة الدينية، بل تواضعي، وطاعتي العملية لله وخدمة الله بحياة الحب الحي الإلهي.

صلاة

ربي وإلهي! ساعدني لكي أخدمك أنت ولا أخدم ذاتي معتمدًا على المظاهر الدينية. ساعدني لأعيش كابن حقيقي يهتم لكرم الرب.

خذ قرارًا لهذا اليوم