(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

كان رؤساء الكهنة يعتبرون أنفسهم أصحاب السلطة في كل ما يتعلق بالأعمال والممارسات الدينية وخاصة في إطار الهيكل. وكانوا أحيانًا يفوضون بعض الناس للقيام ببعض الأعمال. في هذا السياق، سألوا يسوع: "بأيّةِ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ ومَنْ أعطاكَ هذِهِ السّلطَةَ؟" أجابهم يسوع بسؤال حشرهم به في الزاوية: من أعطى السلطة ليوحنا المعمدان؟ كان هذا الأخير محبوبًا من الشعب، وقد شرع يكرز ويعمد دون أخذ إذن رؤساء الكهنة، وقد التف حوله الشعب، وأصبح صاحب شعبية لا ينفع معها أي اعتراض لرؤساء الكهنة، لذلك كانوا أكثر ذكاء من أن يعترضوا لأن مجرد الاعتراض سيدخلهم في مواجهة مع الشعب. لذلك، أحجموا عن الإجابة على سؤال يسوع. أراد يسوع أن يوضح لرؤساء الكهنة بأن يوحنا أخذ رسالته من الله مباشرة ولاقت رسالته تأييدًا كبيرًا من الشعب. ورسالة يوحنا تحضير لرسالة يسوع، ويقديم ليسوع نفسه واييد لرسالته.

والشعب يعرف هذا كله. كذلك يسوع، أخذ رسالته من الله، ولاقى تأييدًا كبيرًا من الشعب، ولا حاجة لإذن رؤساء الكهنة الذين لو فهموا العلامات الإلهية لكانوا أيدوا رسالة يسوع أيضًا.

تأمل في النص

نعم، قبل يسوع دعوة الله، وشرع يعمل ويعلم لوضع الأسس الصحيحة لملكوت الله، ملكوت المحبة والسلام والعدالة والمساواة والحرية. لم يرفض الخضوع للشريعة، بل أظهر بأن ما يعمله هو تتميم لرسالة الشريعة وتحقيق لما حملته من براعم وأثمار غير ناضجة لإقامة ملكوت الله. ولم يتحدَّ يسوع رؤساء الكهنة، بل حاول التنسيق معهم دائمًا. وكان على رؤساء الكهنة ومعلمي الشريعة أن يتبيّنوا أن مصدر رسالة يسوع هو الله، وأن يؤيدوا هذه الرسالة. لكنهم لم يفعلوا. وفضح يسوع الأسباب: للمحافظة على سلطتهم على الناس وعلى مصالحهم الخاصة.

عندها، صار يسوع أمام خيارين، إما الخضوع لاعتراض رؤساء الكهنة والتنكر لدعوة الله، أو الأمانة لدعوة الله والمواجهة مع رؤساء الكهنة مهما كلف الأمر. وسار يسوع في الخيار الثاني، ما أوصله إلى الموت على الصليب. في أيامنا، لا أعتقد أن القيمين على الكنيسة يعترضون على خدمة أي شخص دعاه الله لبناء ملكوته، وهو يعمل في الخط الصحيح.

الفكرة الرئيسة

الله هو الذي دعا يسوع، ويسوع يعمل في إطار دعوة الله، ولم يخضع لسلطة بشرية لم تكن رسالة الله ضمن أولوياتها.

صلاة

إلهي، يا من دعوتني للعمل في ملكوتك، علمني كيف أقوم بالعمل وأخضع لسلطة من أقمتهم.

خذ قرارًا لهذا اليوم