(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
اتفق الفريسيون ومعلمي الشريعة والصدوقيون متناسين خلافاتهم لمواجهة يسوع. أراد أحدهم "إحراج " يسوع، فسأله: "ما هي أعظمُ وصِيّةٍ في الشّريعةِ؟ ". كان اليهود طوروا نظام الوصايا، فجعلوا عددها ستماية وثلاث عشر وصية. ودارت بينهم جدالات عقيمة حول ما هي أعظم وصية بينها. ولم يكونوا يتفقون على رأي واحد، فكل مدرسة فقهية لهها معلمها ولها رأيها. إحراج يسوع هو أنهم قالوا هو دون شك سينحاز إلى مدرسة ما أو معلم ما، ما يُغضب المدارس الأخرى فيثير معلموها الجماهير عليه. كعادته، أظهر يسوع حكمة متناهية في إجابته، فخرج من إطار الشكل الحرفي للوصايا العشر، أو الوصايا الأخرى الموجودة في التوراة المكتوبة، أو الوصايا التي زادوها على التوراة المكتوبة مدعين بأنها من التوراة الشفوية، وصاغ تصريح يجمع بين نصين ويُبرز المعنى العميق الجوهري لكل الوصايا، فلا وصية تعاكسه. انطلق يسوع من "اعتراف " اليهودي اليومي والأهم، الشماع، في تث 6: 4– :6 "أحب الرب إلهك بكل قلبك... "، ثم اضاف إليه لا " :18 :19 وتحب قريبك كنفسك ". وتجاوز يسوع قسم الشريعة في إجابته، فغطى أيضًا قسم الأنبياء عندما قال: "على هاتينِ الوصِيّتَينِ تَقومُ الشّريعةُ كُلّها وتَعاليمُ الأنبياءِ.
تأمل في النص
رأى يسوع أن غرض الشريعة، بما فيها من وصايا واحكام وتعليمات وطقوس وممارسات، وغرض الأنبياء في تعاليمهم وما تتضمن من تحذير وتنبيه وتعليم وتشجيع، كلها تصب في خانة محبة الله ومحبة القريب. نعم! ما الشريعة إلا وسيلة لبلوغ هذا الغرض؛ وما الأنبياء إلا واسطة ليقودوا الشعب إلى محبة الله ومحبة القريب. ونحن اليوم نقول، انسجامًا مع تعاليم يسوع الخالدة، ما الدين والتدين، ما الكتاب المقدس والتفسير، ما الكنيسة والممارسات إلَّا وسائل لنترسخ وننمو في محبة الله محبة القريب. ننغرس في محبة الله لنا، لكي نُنمّي محبتنا لله، الأمر الذي سيتجسد فينا محبة للقريب. هذا القريب، ليس قريب العصب أو العائلة أو الجماعة، أو الكنيسة، او العرق، أو اللغة، أو الإثنية، بل أي إنسان يحتاج إلى محبة الله وجوده. وإن لا يؤدي التدين إلا هذا المستوى الإلهي فلا داعي للقيام بأية ممارسة دينية.
الفكرة الرئيسة
الدين الحقيقي هو التأصل في محبة الله للإنسان، وتنمية محبة الإنسان لله، وانعكاس محبة الله في الإنسان محبة للقريب.
صلاة
أعطني يا إلهي أن أضع نصب عيني غرض نموي في محبتك في كل ممارسة دينية أقوم بها.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More