نؤمن باللهعينة
اليوم 7: الصفات والأعمال (الأعمال الإلهية)
المفهوم الرئيسي:
يتناول علماء اللاهوت النظامي الأعمال الإلهيّة بطريقة تشبه تناولهم للصفات الإلهيّة. فبدلاً من التركيز على أحداث تاريخيّة مُحددة، هم يحاولون فَهم ما يَكمُن وراء هذه الأحداث. إنَّ موضوعَ الأعمالِ الإلهيّةِ في اللاهوتِ النظاميِّ يشيرُ إلى: كيفَ يعملُ اللهُ كلَّ شيءٍ حسبَ مقاصدِهِ الأزليّةِ.
في أفسس 1: 11 ذَكَر بولسَ حقيقةَ أن اللهَ "يعملُ كلَّ شيءٍ". فهُوَ لم يقُلْ إِنَّ اللهَ مُشتركٌ في بعضِ الأحداثِ، أو حتى في الكثيرِ منَ الأحداثِ. فما كان يجولُ في ذهنِهِ هو أن اللهَ، بشكلٍ ما، يعملُ كلَّ حدَثٍ فرديٍّ وقَعَ على الإطلاقِ أو سيقَعُ.
يتحدثُ الكتاب المقدس عنْ كونِ اللهِ يعملُ في بعضِ الأحيانِ في العالمِ على نحوٍ مباشرٍ. على سبيلِ المثالِ، هوَ أنقذَ شعبَ إسرائيلَ عندَ البحرِ. كما يشيرُ الكتابُ المقدسُ أيضًا إلى مخلوقاتٍ خارقةٍ للطبيعةِ تُجرِي الأحداثَ، مثلما حينَ جرّبَ إبليسُ أيوبَ كي يلعَنَ اللهَ. وفوقَ هذا، نقرأُ عن بشرٍ يتسببّونَ في وُقوعِ أحداثٍ. على سبيلِ المثالِ، بذَل داوُدُ جَهدًا شاقًّا للإعدادِ لبِناءِ هيكلِ سليمانَ. كما نقرأُ أيضًا عن حيواناتٍ ونباتاتٍ تؤثّرُ في العالمِ. ويتحدثُ الكتابُ المقدسُ أيضًا عن أشياءَ غيرِ عاقلةٍ، مثلَ الشمسِ، التي تؤثرُ في الحياةِ على الأرضِ.
لكنَّ السؤالَ المطروحَ في اللاهوتِ المسيحيِّ الكلاسيكيِّ هو: هَلْ ينبغي أن نحصُرَ ما نُطلقُ عليه "أعمالَ اللهِ" فقط على تلكَ الأحداثِ التي يَنسِبُها الكتابُ المقدسُ حصريًا لهُ؟ وقد أجاب الاتجاهُ السائدُ من اللاهوتِ المسيحيِّ الكلاسيكيِّ، متَّبِعًا الكتابَ المقدسَ، على هذا السؤالِ بـ"لا" مُدَوِّيَةً. فإذِ استخلَصَ علماءُ اللاهوتِ المسيحيونَ المصطلحاتِ من أرسطو، وصفوا اللهَ بأنَّه "العلةُ الأولى" لكُلِّ شيءٍ. وفي اللاهوتِ الإنجيليِّ، هذا يَعني أن اللهَ، باعتبارِهِ العلّةُ الأولى، لم يبدإِ التاريخَ فحسْب. لكنَّهُ هو السببَ المطلقَ والتامَّ وراءَ كلَّ حدَثٍ يقعُ في كل لحظةٍ في التاريخِ.
لكنْ بالإضافةِ إلى وصفِ اللهِ بأنهُ العلّةُ الأولى، تحدّثَ عُلماءُ اللاهوتِ النظاميِّ الإنجيليونَ أيضًا عن عِللٍ ثانويةٍ. فإنَّ العِللَ الثانويةَ هي كائناتٌ مخلوقةٌ أو أشياءٌ تقومُ بأدوارٍ حقيقيّةٍ لكنها ثانويّةٌ في التسبُّبِ في وُقوعِ الأحداثِ. هذا التمييزُ بينَ العلّةِ الأولى والعللِ الثانويّةِ مؤسَّسٌ على حقيقةِ أن الكتابَ المقدسَ يتناولُ ما يتجاوزُ بعضَ الأحداثِ المعجزيّةِ المذهلةِ – مثلَ إنقاذِ شعبِ إسرائيلَ عند البحرِ – باعتبارِهَا أعمالًا إلهيّة. فإنَّ الأصحاحَ الأولَ من سفرِ أيوبَ يوضِّحُ أنَّ اللهَ هو من فوّضَ إبليسَ لامتحانِ أيوبَ. وفي 1 أخبارِ الأيامِ 29: 16، أعطَى داوُدُ نفسُهُ المجدَ للهِ لأجلِ نجاحِهِ في الإعدادِ لبِنَاءِ هيكلِ سليمانَ. وتُشيرُ نصوصٌ مثلُ المزمورِ 147: 7–9 إلى أن اللهَ هو المتحكّمُ فيما تفعلُهُ النباتاتُ والحيواناتُ. أما تأثيراتُ الأشياءَ غيرِ العاقلةِ، كالشمسِ، فهِيَ تُنسَبُ إلى اللهِ في نُصوصٍ مثلَ إشعياءَ 45: 6–7.
إنَّ أعمالَ اللهِ تشملُ كلَّ شيءٍ يحدثُ في التاريخِ، سواءَ كان اللهُ يعملُهَا بشكلٍ مباشرٍ أو غيرِ مباشرٍ. إن نظرْنَا مرةً أخرى إلى ملخّصِ المفهومِ الرئيسيِّ عنِ الأعمالِ الإلهيّةِ، فيمكنُنَا أن نرَى أنَّ الأعمالَ الإلهيّةَ هي أيضًا "حسَبَ مقاصدِ [اللهِ] الأزليّةِ".
الكلمة
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god