نؤمن باللهعينة
اليوم 6: الصفات والأعمال (الصفات الإلهية)
الأنواع:
لأنَّ الكتاب المقدس لا يحدّد بوضوح جميع صفاتِ اللهِ، ولأنه لا يصنفُهَا لنا، قام علماء اللاهوت بتقسيم كمالاتِ اللهِ بطرقٍ مختلفة. فصنّف العديد من العلماءِ صفات الله على هذا النحوِ "طريقة السببيّة"، "طريقة التبايُن"، و"طريقة التسامي". ويوجد أسلوب أخر شائع لتصنيف صفاتِ اللهِ مؤسس على مفاهيم معاصرة عن البشر باعتبارهم صُورة الله. وبحسب هذا الاتجاه، يكون من الشائع الحديث عن كمالاتِ اللهِ باعتبارِهَا "كيانه"، "فكره"، "مشيئته"، و"خصائصه الأدبيّة". ولا يُعتبر أي نظام من أنظمة التصنيف هذه أفضل من الآخر. لكننا نحتاج أن نضعَهَا في اعتبارنَا لأنها تَظهر بين الحين والآخرِ، سواء بوضوح أو ضمنيًا، في أثناء حديث علماء اللاهوت عن صفاتِ اللهِ.
في الغالبِ، فضّلَ الإنجيليونَ تقسيمَ كمالاتِ اللهِ إلى نوعينِ رئيسيينِ من الصفاتِ. النوعُ الأولُ يُطلقُ عليه صفاتُ اللهُ غيرُ القابلةِ للمشاركةِ، والنوعُ الثاني يُشارُ إليهِ بأنهُ صفاتُهُ القابلةُ للمشاركةِ.
1) غير القابلة للمشاركة:
يَعني اللفظُ "غيرُ قابلةٍ للمشاركةِ" أنها صفاتٌ "لا يمكنُ المشاركةُ بها". وهكذا، فإنَّ صفاتِ اللهِ غيرَ القابلةِ للمُشاركةِ هي تلكَ الكمالاتُ في جوهرِهِ التي لا يمكنُ للخليقةِ – بما في ذلكَ البشرِ باعتبارِهِم صورةِ اللهِ - الاشتراكَ فيها معهُ. وبهذا، فإنَّ الصفاتِ غيرِ القابلةِ للمُشاركةِ تقريبًا تتعلّقُ بكمالاتِ اللهِ التي نحدّدُها من خلالِ "طريقةِ التباينِ". تُسلّطُ هذه الصفاتُ الضَّوءَ على مدى اختلافِ اللهِ عن خليقتِهِ.
كي يتواصلَ اللهُ معَنَا بمفرداتٍ بشريّةٍ، يُشبِّهُ الكتابُ المقدسُ أحيانًا صفاتَهُ بصفاتِ الخليقةِ في تشبيهاتٍ باهتةٍ وإيجابيّةٍ. ومع ذلك، ودون شكٍّ، تُعدُّ الوسيلةُ الرئيسيّةُ التي بها يَشرحُ الكتابُ المقدسُ صفاتِ اللهِ هي من خلالِ المقابلةِ بينَ مَن هو اللهُ وما هي خليقتُهُ. ونتيجةً لهذا، لا يدعُو الكتابُ المقدسُ البشرَ أن يُحَاكوا الله في هذه الأشياءَ. فإننا لا نُوصى بأن نُحاولَ أن نكونَ سرمديينَ، ودونَ أجسادٍ، ودونَ أجزاءَ، أو غيرَ محدودينَ. بل على النقيضِ، يدعُونا الكتابُ المقدسُ إلى الإقرارِ بصفاتِ اللهِ هذه في عبادةٍ مُتّضعةٍ وفي حمْدٍ لأجلِ مِقدارِ اختلافِهِ عنّا.
2) القابلة للمشاركة:
عادةً ما تتعلّقُ الصفاتُ القابلةُ للمشاركةِ بالقوةِ، والحكمةِ، والصلاحِ. إن لفظةَ "قابلةٌ للمشاركةِ" تعني أن شيئًا ما يمكنُ المشاركةُ بهِ. وفي هذه الحالةِ، فنحنُ نشيرُ إلى حقيقةِ أنَّ البعضَ من كمالاتِ اللهِ السرمديّةِ يتم مشاركتُهُ مع خليقتِهِ، وخاصةً مع البشرِ باعتبارِهِم صورةُ اللهِ. فالبشرُ لديهِمْ قُوةٌ، وحكمةٌ، وصلاحٌ – بصورةٍ ناقصةٍ وعلى مستوًى بشريٍّ – لكننا مع ذلكَ نمتلِكُ هذه الصفاتِ. والوسيلةُ الرئيسيّةُ التي بها نفهمُ صفاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ هي بالتشبيهِ أو المقارنةِ. وفي هذا، فإن الصفاتِ القابلةَ للمشاركةِ تتعلّقُ تقريبًا بتلكَ الصفاتِ التي حدّدها اللاهوتيونَ الأكاديميونَ في العصورِ الوُسطى من خلالِ "طريقةِ السببيّةِ"، وأيضًا "طريقةِ التسامِي". وفي كلِّ الكتابِ المقدسِ، نُوصى ليسَ بأنْ ننبهرَ بهذهِ الصفاتِ الإلهيّةِ فحسبُ، بل أيضًا أن نُحاكِيَهَا. فإننا ينبغي أن نُشابهَ اللهَ أكثرَ فأكثرَ في ممارستِنَا للقُوةِ. وعلينا أن نقتديَ به بأن نُنَمِّيَ الحكمةَ والصلاحَ في حياتِنَا ونُظهرهُمَا.
الكلمة
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god