نؤمن باللهعينة
اليوم 5: الصفات والأعمال (الصفات الإلهية)
المفهوم الرئيسي:
في اللاهوتِ النظاميِّ، الصفاتُ الإلهيّةُ هي: كَمالاتُ جوهرِ اللهِ المُعلنَةُ من خلالِ مظاهرَ تاريخيّةٍ متنوعةٍ.
يُعدُّ "جوهرُ"، أو "كِيانُ"، أو "كينونةُ" شيءٍ ما هي الحقيقةُ غيرُ المتغيرةِ التي تكمُنُ وراءَ كلِّ المظاهرِ الخارجيّةِ والمتغيّرةِ لهذا الشيءِ. يشتمِلُ جوهرُ اللهِ على أربعةِ تمايُزاتٍ هامَّةٍ: جوهرِ اللهِ، أيْ مَن هو اللهُ في ذاتِهِ، وكمالاتِ اللهِ أو صفاتِهِ، أي سماتِ جوهرِ اللهِ، والاستعلاناتِ التاريخيّةِ طويلةِ الأمدِ للهِ، أي كشْفِهِ عن نفسِهِ على مدى فتراتٍ طويلةٍ من الزمنِ، وأخيرًا الاستعلاناتِ التاريخيّةِ قصيرةِ الأمدِ للهِ، أي كشفِهِ عن نفسِهِ على مدى فتراتٍ قصيرةٍ نسبيًا من الزمنِ.
يشير إقرارِ إيمانِ أوجسبرج إلى التعاليم المختصة بجوهرِ اللهِ كالآتي:
يُوجدُ جوهرٌ إلهيٌّ واحدٌ وهُوَ اللهُ: سرمديٌّ، دونَ جسدٍ، دون أجزاءَ، له قوةٌ وحكمةٌ وصلاحٌ غيرَ محدودِينَ، وهو خالقُ وحافظُ كلَّ الأشياءِ، ما يُرى وما لا يُرى.
إن جوهرَ اللهِ هو الحقيقةُ غيرُ المتغيرةِ التي تكمُنُ وراءَ الطرائقِ المتنوعةِ التي بها أظهرَ اللهُ نفسَهُ عبرَ التاريخِ.
في بعضِ الأحيانِ، أشارَ كتبةُ الكتابِ المقدسِ بوُضوحٍ إلى كمالاتِ اللهِ السرمديّةِ والجوهريّةِ. على سبيلِ المثالِ، يقولُ المزمورُ 34: 8: "مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ" بمعنى (الرُّب صالحٌ). كما كتبَ بولُسُ في الرسالةِ 1 تيموثاوُسَ 1: 17 أنَّ اللهَ "أَزَليٌّ" (ترجمةُ كتابِ الحياةِ). وحينَ ندرِسُ كلَّ الكتابِ المقدسِ، يتضِحُ أنه بغضِّ النظرِّ عما يقوُلُه اللهُ أو يعملُهُ في أيِّ موقفٍ، وبغضِّ النظرِ عن التنوُّعِ الذي يُظهرُهُ، فهو دائمًا طَيِّبٌ (صَالِحٌ) وهُوَ دائمًا أزليٌّ. ويمكنُ أن نقولَ الشيءَ ذاتِهِ بشأنِ ما يُعلمُهُ الكتابُ المقدسُ عن عدمِ محدوديةِ اللهِ، وقداستِهِ، وعدلِهِ، وحكمتِهِ، وغُموضِهِ، وقدرتِهِ الكليّةِ، وبعضِ الصفاتِ الإلهيّةِ الأخرى. فهِيَ جميعُهَا سماتٌ دائمةٌ في جوهرِهِ الإلهيِّ تشيرُ إليها الأسفارُ المقدسةُ بوُضوحٍ.
إنَّ الكتابَ المقدسَ أحيانًا ما يشيرُ بشكلٍ مباشرٍ إلى صفاتِ الله السرمديّةِ. لكن، في أغلبِ الأحيانِ، هو يُظهرُ صفاتَ اللهِ بشكلٍ غيرَ مباشرٍ من خلالِ أوصافٍ، وأسماءَ وألقابٍ، وصُورَ بلاغيةٍ وتشبيهاتٍ، وتقاريرٍ عن أعمالِهِ في الزمنِ. لا يوجدُ استعلانٌ من هذه الاستعلاناتِ مناقضٌ لجوهرِهِ – فاللهُ دائمًا ما يُظهرُ نفسَهُ بطرقَ تتطابقُ معَ مَن هو في الحقيقةِ – لكن في اللاهوتِ النظاميِّ، ليستْ صفاتُ اللهِ هي نفسُهَا استعلاناتِهِ. من الأصعبِ التمييزُ بينَ صفاتِ اللهِ واستعلاناتِهِ الزمنيّةِ حين تدومُ لفتراتٍ منَ الزمنِ طويلةً نسبيًا. على سبيلِ المثالِ، رُبما نميلُ إلى الاعتقادِ بأن الصبرَ هو صفةٌ من صفاتِ اللهِ لأنه أبدىٌّ صبرًا تُجاهَ الخطاةِ جيلًا بعد جيلٍ. لكنْ، كما نعلمُ منَ الكتابِ المقدسِ، أنَّ صبرَ اللهِ ينفَذُ مع أُناسٍ مختلفينَ في أزمنةٍ مختلفةٍ منَ التاريخِ. وهُوَ أيضًا سينفَذُ مع جميعِ الخطاةِ في الدينونةِ الأخيرةِ حين يأتي المسيحُ ثانيةً في مجدٍ. وهكذا، فمنَ الناحيةِ التِّقْنِيَّةِ للاهوتِ النظاميِّ، فحتى شيءٌ طويلُ الأمدِ مثلُ الصبرِ الإلهيِّ هو ليسَ صفةً سرمديّةً في جوهرِ اللهِ.
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god