نؤمن باللهعينة
اليوم 4: الإعلان والأسرار (الأسرار الإلهية)
الأنواع:
يُمكنُنَا التمييزُ بينُ نوعَيْنِ منَ الأسرارِ: "الأسرارَ الوقتيّةَ" و" الأسرارُ الدائمةُ".
1) الوقتية:
إنَّ الأسرارَ الوقتيّةَ هي حقائقُ عنِ اللهِ محجوبةً عنِ البشرِ لفترةٍ من الزمنِ، لكنَّها تُعلَنُ في مرحلةٍ لاحقةٍ منَ التاريخِ. وغالبًا ما يَكشِفُ اللهُ ما كان قبلًا غامضًا من خلالِ الإعلانِ العامِّ. فهو يستخدمُ العالمَ الماديَّ، أو الثقافاتِ البشريّةَ، أو أشخاصًا آخرينَ، أو حتى تغييراتٍ تُجرَى بداخلِنَا كي يُعلِنَ عن أسرارٍ وقتيّةٍ.
وهُناك شيءٌ شبيهٌ بهذا يخصُّ الإعلانَ الخاصَّ. فإنَّ القراءةَ المتأنيةَ للكتابِ المقدسِ تُبيّنُ أنَّ إعلاناتِ اللهِ الخاصةَ اللاحقةَ لم تُناقِضْ قَطُّ إعلاناتِهِ الخاصةَ السابقةَ لها. لكنْ من الواضحِ أيضًا أنَّ اللهَ كان بمُرورِ الوقتِ يكشِفُ المزيدَ والمزيدَ عن نفسِهِ. وهذا الكشفُ التدريجيُّ للإعلانِ الخاصِّ وُجد في كلِّ مرحلةٍ من مراحلِ التاريخِ الكتابيِّ. بالتأكيدِ وقعَ أعظمُ كشفٍ للنِّقابِ عنِ الأسرارِ الإلهيةِ في الإعلانِ الخاصِّ في المسيحِ. وكانَ هذا هو ما يدورُ في ذِهنِ بولُسَ حينَ كتبَ رسالةَ أفسُسَ 1: 9؛ 3: 3؛ 6: 19. ففي هذهِ الأعدادِ، أشارَ بولُسُ إلى سِرِّ قصدِ اللهِ الأزليِّ في المسيحِ. وأوضحَ أن هذا السرَّ قدَ ظلَّ مكتومًا حتى جاءَ زمنُ رُسُلِ وأنبياءِ العهدِ الجديدِ.
ولِهَذا، فكُلَّما أردْنَا التعلُّمَ عنِ اللهِ، لا بُدَّ لنا دائمًا أن نفتِّشَ الإعلانَ الخاصَّ في العهدِ الجديدِ كي يوضِّحَ لنا الأسرارَ الوقتيّةَ الموجودةَ في العهدِ القديمِ.
لكِنْ لا بُدَّ أن نتذكَّرَ أيضًا أننا وإن كُنَّا مؤمِنِي العهدِ الجديدِ، لكنْ مع ذلكَ لم يُعْلِنِ اللهُ لنا كلَّ سِرٍّ وقتِيٍّ بَعْدُ. تأمل كيف يصيغ بولس الأمر في رسالةِ 1 كورنثوسَ 13: 12. فقط حينَ يأتي المسيحُ ثانيةً في المجدِ سيكشِفُ هو كُلَّ سِرٍّ وقتيٍّ. وحينئذٍ سنفهمُ اللهَ وطرقَهُ فَهمًا تامًّا أكثرَ بكثيرٍ منَ اليومِ.
2) الدائمة:
الأسرارُ الدائمةُ هي حقائقُ عنِ اللهِ لن يدركَهَا البشرُ قطُّ لأنَّ هذه الحقائقَ تفوقُ إدراكَنَا. في اللاهوتِ الكلاسيكيِّ، تُعدُّ هذه الحقيقةُ هي غموضُ اللهِ. فإننا يُمكنُنَا فَهمُ بعضَ الأشياءِ عنِ اللهِ حينَ يُعلِنُ عنها بمُفرداتٍ بشريةٍ، لكننا لن نفهَمَ قطُّ كلَّ شيْءٍ عن أيِّ شيءٍ يَخُصُّ اللهَ. نجِدُ هذه الفكرةِ مُعَبَّرًا عنها بوضوحٍ في سفرِ إشعياءَ 55: 8–9. في هذه الأعدادِ، ذَكَّرَ إشعياءُ شعبَ إسرائيلَ بأسرارِ اللهِ الدائمةِ الناجمةِ عن غُموضِ اللهِ.
لا بد أن نتذكّر دائمًا أنه في حين أن الله أعلن عن نفسِهِ في كلٍ من الإعلان العام والإعلان الخاص، إلا أنه أبقَى أسرارًا مؤقتة ودائمة مخفية عنّا. فنحن ببساطة لا يمكننَا الهروب من حقيقة أننا مخلوقات سيظل إدراكُهَا عن الله محدودًا للغاية.
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god