نؤمن باللهعينة
اليوم 3: الإعلان والأسرار (الأسرار الإلهية)
تغلّب الله على المسافة الشاسعة التي تفصِل بينَهُ وبين البشرية. فجعل معرفتَه مُمْكِنة لنا من خلال إعلانِه العام وإعلانهِ الخاص. لكِنْ في نفس الوقت، تتأثَّر معرفتنَا عن الله بشدة بالأسرار الإلهيّة. فهناك الكثير من الأشياء التي لم يُعلِنْهَا الله عن نفسِهِ.
المفهوم الرئيسي:
إنَّ الأسرارَ الإلهيّةَ هي: حَقَائقُ لا تُحصَى، غيرُ مُعلَنَةٍ عنِ اللهِ، تَحُدُّ مِن إدراكِنَا لَهُ.
إن الأسرارَ الإلهيّةَ هي "حقائقُ لا تُحصى وغيرُ مُعلنةٍ عنِ اللهِ". وفي رسالةِ رومِيَة 11: 33، يشيرُ الرسولُ بُولُسُ إلى أنَّنا لا بدَّ أن نضعَ في اعتبارِنا دائمًا الأسرارَ الإلهيّةَ. وفي الأصحاحاتِ التي قادتْ إلى هذا العددِ، استخلصَ بولُسُ العديدَ من المعتقداتِ الإيمانيّةِ الراسخةِ عنِ اللهِ من خلالِ كلٍّ مِنَ الإعلانِ العامِّ والإعلانِ الخاصِّ. لكنْ في هذا النصِّ، أشارَ بُولُسُ إلى "عُمْقِ" حِكمةِ اللهِ وعِلمِهِ. وقَبِلَ أن تكونَ أحكامُ اللهِ "بعيدةً عنِ الفحصِ" و"طُرُقُهُ بعيدةً عنِ الاستقصاءِ". وبالرَّغمِ مِن فَهْمِ بُولُسُ للكثيرِ عنِ اللهِ مِن خلالِ الإعلانِ الإلهيِّ، لكنَّهُ مع ذلك ظلَّ يُواجهُ أسرارًا لا حصرَ لها، أشياءَ لم يُعلِنْهَا روحُ اللهِ.
لا يوجدُ شيءٌ واحدٌ نعرِفُهُ عنِ اللهِ معرفةً كاملةً. تُوجد طرقُ مختلفةٌ تَحُدُّ بهَا الأسرارُ الإلهيّةُ ما نعرفَهُ عنِ اللهِ. فمِنْ جهةٍ، نحن نملِكُ معلوماتٍ محدودةٍ للغايةِ عنِ اللهِ. فعلى الرَّغمِ من أن اللهَ قد أوضحَ ما يلزمُ للخلاصِ وللحياةِ في المسيحِ، لكنْ لا أحدَ مِنَّا في واقعِ الأمرِ يفهمُ الكثيرَ عنِ اللهِ. تُخبرُنَا رسالةُ 1 كورنثوسِ 13: 12 بأنَّنا ننظُرُ "انعكاسًا باهتًا" منَ الحقِّ الإلهيِّ، وكأننا ننظرُ "في مرآة". كأتباع أُمَنَاء للمسيح، علينا ألا نهرُب إطلاقاً من حقيقة أننا نملِك معلومات محدودة عن الله. ففي الواقع، إنها لَبَرَكَة أن نتذكّر لحظة بلحظة هذه المحدوديّة. فالأسرار الإلهيّة تدفعنَا إلى الثقة بالله. ويجب أن نتّكل على الآب وعلى المسيح، من خلالِ عمل الروح القدس، بدل أن نضع ثقتنا في إمكانياتِنَا المحدودة لامتلاك المعرفة عن الله. ومنَ الجهةِ الأخرَى، تَعنِي الأسرارُ الإلهيّةُ أيضًا أن البشرَ قادرونَ على تقديمِ تفسيراتٍ محدودةِ عن إعلاناتِ اللهِ. نحنُ على صوابٍ في إصرارِنَا على أنَّ إعلانَ اللهِ للحقِّ لا يناقضُ نفسَهُ، وأنَّ هناك العديدَ من الروابِطِ المنطقيةِ التي يمكنُنَا أن نراها بينَ إعلاناتِ اللهِ. لكنْ سواءَ أقْرَرْنَا بهذا أو لا، فإنَّ الأسرارَ الإلهيّةَ لا تَحُدُّ فحسبُ مِنْ قدرِ المعلوماتِ التي نملِكُهَا عنِ اللهِ، بل أيضًا تَحِدُّ من قُدرتِنَا على تفسيرِ الترابُطِ المنطقيِّ للكثيرِ مما أعلنَهُ اللهُ عن نفسِهِ.
ففي النِّهايَةِ، يُمكنُ أن تَفيدَنَا محاولةُ تفسيرِ الترابطِ المنطقيِّ لِمَا أعلنَهُ اللهُ عن نفسِهِ. ولكنْ هذه ليستِ الكيفيّةَ التي يمكنُنَا بها تحديدُ إن كان شيءٌ ما صحيحًا أم لا. فإنَّ صحةَ أيِّ ادّعاءٍ لاهوتيٍّ تعتمدُ فقط على إن كان اللهُ قد أعلنَهُ في الإعلانِ العامِّ أو الخاصِّ، أم لا.
الكلمة
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god