نؤمن باللهعينة
اليوم 10: التحديد (التنوع اللاهوتي)
لا يُقدِّمُ لنا الكتابُ المقدسُ أيَّ شيءٍ يقتربَ حتى من كونِه قائمةً كاملةً ورسميّةً عن صفاتِ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ. ولهذا السببِ، فإنَّ تحديدَ هذه الكمالاتِ الإلهيّةِ شبيهٌ بتشييدِ نوافذَ منَ الزجاجِ الملونِ ذاتِ تصميمٍ معقَّدٍ باستخدامِ أشكالٍ ودرجاتٍ من الألوانِ تَظهرُ في أجزاءَ مختلفةٍ من الكتابِ المقدسِ. كما يُمكنُ أن تتخيلَ، توجدُ الكثيرُ من العملياتِ المعقدةِ اللازمةِ للتعرُّفِ على هذه الأشكالِ والألوانِ، ولتركيبِها وتصنيفِها. وهكذا، حتى إنْ كُنَّا نشتركُ في الكثيرِ من الآراءِ، لكن لا ينبغي أن نَندَهِشَ من كَونِ الإنجيليينَ قد وَضعوا قوائمَ مختلفةً لصفاتِ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ.
1) إقرار إيمان أوجسبرج:
تُوجِزُ الفقرةُ الأولى من هذا الإقرار اللوثري صفات الله كالتالي:
يُوجَدُ جوهرٌ إلهيٌّ واحدٌ، وهو اللهُ: سرمديٌّ، دونَ جسدٍ، دونَ أجزاءَ، له قوةٌ وحكمةٌ وصلاحٌ غيرَ محدودينَ.
تتحدثُ هذه الفقرةُ عن ستةِ كمالاتٍ إلهيّةٍ. وعلى الرَّغمِ من كَونِ الأمرِ فيه نوعٌ من التبسيطِ، لكن كانَ من المُعتادِ ربطُ كلماتٍ مثلَ القُوةِ، والحكمةِ، والصلاحِ بصفاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ. فهذه صفاتٌ، تشتركُ فيها المخلوقاتُ، وخاصةً البشرُ، على مستوَى محدوديّةِ المخلوقِ. وأيضًا كانَ منَ الشائعِ ربطُ كلماتِ سرمديٌّ، ودونَ جسدٍ، ودونَ أجزاءَ ومصطلحِ غيرُ محدودينَ بصفاتِ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ. فهذه نواحٍ يختلفُ فيها اللهُ عن خليقتِهِ.
2) إقرار الإيمان البلجيكيّ:
في الفقرةِ الأولى من هذا الإقرارِ نقرأُ هذه الكلماتِ:
يُوجَدُ كائنٌ واحدٌ وحيدٌ، بسيطٌ وروحيٌّ، ندعُوهُ اللهَ ... وهُوَ سرمدِيٌّ، غيرُ مُدرَكٌ، غيرُ منظورٍ، ثابتٌ، غيرُ محدودٍ، وقديرٌ، وكاملُ الحكمةِ، والعدلِ، والصلاحِ، وهو النبعُ الفائضُ لكلِّ صلاحٍ.
كما نَرَى هُنَا، فإلى جانبِ ذِكرِ أنَّ اللهَ هُوَ كائنٌ روحيٌّ، بِناءً على كلماتِ المسيحِ في إنجيلِ يوحنا 4: 24، يصِفُ إقرارُ الإيمانِ البلجيكيُّ اللهَ بعشرةِ كلماتٍ أخرى. مرةً أخرى نقولُ إنَّ الأمرَ فيه نوعٌ منَ التبسيطِ، لكنْ بوجهٍ عامٍّ، اعتبَرَ اللاهوتيونَ هذه التسمياتِ قديرٌ، حكيمٌ، عادلٌ وصالحٌ أنَّها صفاتٌ قابلةٌ للمشاركةِ، لأننا نشتركُ في القوةِ، والحكمةِ، والعدلِ، والصلاحِ مع اللهِ على مستوًى إنسانيٍّ محدودٍ. أما الكلماتُ بسيطٌ، التي تَعني أن اللهَ لا ينقسمُ إلى أجزاءَ – وسرمديٌّ، وغيرُ مُدرَكٍ – والتي تَعني أننا لا يمكِنُنا فَهمُ أيَّ شيءٍ عنِ اللهِ فهمًا كاملًا – وغيرُ منظورٍ، وثابتٌ – أي لا يتغيرُ – وغيرُ محدودٍ فهي عادةً ما اعْتُبِرَتْ إشاراتٌ لصفاتِ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ.
3) دليل أسئلة وأجوبة وستمنستر الموجَز:
يقولُ السؤالُ 4 وجوابُهُ في هذا الدليل الآتي:
ما هو اللهُ؟
ويجيبُ الدليلُ هكذا:
اللهُ روحٌ، غيرُ محدودٍ، وسرمديٌّ، وغيرُ متغيِّرٍ، في كينونتِهِ، وحِكمتِهِ، وقُوتِهِ، وقداستِهِ، وعدلِهِ، وصلاحِهِ، وأمانتِهِ.
بعدَ وصفَ الدليلِ المُوجَزِ اللهَ بأنه روحٌ، يسرِدُ أيضًا عشَرَةَ كمالاتٍ إلهيّةٍ. لكنْ منَ المُعتادِ الحديثُ عنِ الكينونةِ، والحكمةِ، والقوةِ، والقداسةِ، والعدلِ، والصلاحِ، والأمانةِ على أنَّها صفاتٌ قابلةٌ للمشاركةِ. ومن المعتادِ أيضًا تعريفُ كلماتِ غيرُ محدودٍ، وسرمديٌّ، وغيرُ متغيرٍ، أو ثابتٌ، بأنها صفاتُ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ.
حين نضَعُ هذهِ القوائمَ عن صفاتِ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ جنبًا إلى جنبٍ، يمكنُنا أن نرى أنَّها ليست متطابقةً. فإنَّ الثلاثَ وثائقَ جميعِها تذكرُ أن اللهَ سرمديٌّ، وغيرُ محدودٍ. لكن إقرارُ الإيمانِ البلجيكيُّ والدليلُ المُوجَزُ فحَسْبُ يذكرانِ أنَّ اللهَ كائنٌ روحيٌّ أو روحٌ، وأنه ثابتٌ أو غيرُ متغيرٍ. ووحدَهُ إقرارُ إيمانِ أوجسبرج يُعلنُ أن اللهَ دونَ جسدٍ ودونَ أجزاءَ. وينفردُ الإقرارُ البلجيكيُّ بقولِهِ إن اللهَ بسيطٌ، وغيرُ مُدرَكٍ، وغيرُ منظورٍ.
يذكرُ إقرارُ إيمانِ أوجسبرج أن اللهَ دونَ جسدٍ. وبالرَّغمِ مِن عدمِ استخدامِ الإقرارِ البلجيكيِّ ودليلِ وِستمنستر المُوجَزِ لهذا التعبيرِ، لكنهما مع هذا يُقدمانِ المعتقدَ أو المفهومَ عينَهُ. فيتناولُ الإقرارُ البَلجيكيُّ هذا المعنى حين يقولُ إنَّ اللهَ كائنٌ روحيٌّ وغيرُ منظورٍ. ويؤكدُ دليلُ وِستمنستر على أنَّ اللهَ روحٌ، ولذلك فهُوَ دونَ جسدٍ.
كما يذكرُ إقرارُ أوجسبرج أيضًا أنَّ اللهَ دونَ أجزاءَ. ويقولُ الإقرارُ البلجيكيُّ الشيءَ ذاتَهُ حينَ يصِفُ اللهَ بأنهُ بسيطٌ. تُعدُّ كلمةُ "بسيطٍ" وسيلةً قديمةً لقولِ إنه "لا ينقسمُ" أو "دونَ أجزاءَ". ويغطي دليلُ وِستمنستر أيضًا هذه الصفةَ حينَ يقولُ إن اللهَ غيرُ محدودٍ. فهُوَ ليس لديه أجزاءَ لأن كمالاتِهِ لا حدودُ لها.
وبطريقةٍ مماثلةٍ، ينفردُ الإقرارُ البلجيكيُّ بالقولِ إنَّ اللهَ غيرُ مُدرَكٍ. لكنَّ إقرارَ أوجسبرج ودليلَ وِستمنستر المُوجَزَ يفترضانِ وُجودَ هذه الصفةِ الإلهيّةِ باستخدامِهِمَا للفظةِ غيرُ محدودٍ. ولأن عقلَ اللهِ لا حدودَ له، فإننا لا يمكنُنَا إدراكُهُ.
الكلمة
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god