نؤمن باللهعينة
اليوم 12: الدمج (الأساس الكتابي)
إن أردْنا أن نعرف مدى اختلافِ اللهِ عن خليقتِهِ، فنحن نحتاج أن نرى أنه يختلف عنَّا في جميع صفاتِهِ. بكلماتٍ أُخرى، إن الله متسامٍ، وهُوَ أبعد ما يكون عن المقارنةِ، ليس فقط في بعض الجوانب، بل في كل جانب من جوانب جوهرِهِ الإلهي.
الأساس الكتابي:
إن الدمجَ بين صفاتِ اللهِ يتوافقُ مع العقيدةِ المسيحيةِ الطويلةِ الأمدِ عن "بساطةِ اللهِ". اللهُ ليس بسيطًا بمعنى أنه من السهلِ إدراكَهُ. فحينَ يتحدثُ اللاهوتيونَ عن بساطةِ اللهِ، فما يقصِدونَهُ هو أن جوهرَ اللهِ ليس جوهرًا مُركبًا، أو مُنقسمًا. وكما هو مكتوبٌ في الفقرةِ الأولى من إقرارِ إيمانِ أوجسبرج، إن اللهَ "دونَ أجزاءٍ". وكما تُوضحُ الفقرةُ الأولى من إقرارِ الإيمانِ البلجيكيِّ، إنَّ اللهَ "كائنٌ واحدٌ ... بسيطٌ وروحيٌّ."
لطالما استُخدمتْ كلماتُ موسى الشهيرةُ في سفرِ التثنيةِ 6: 4 لتأييدِ الاعتقادِ في بساطةِ اللهِ. وقد قدَّمَ المترجمونَ المعاصرونَ العديدَ من الترجماتِ البديلةِ: "الربُّ إلهُنا هو ربٌّ واحدٌ"؛ "الربُّ هو إلهُنا، الربُّ واحدٌ"؛ أو "الربُّ هو إلهُنا، الربُّ وحدَهُ".
في سفرِ التثنيةِ، دعا موسى شعبَ إسرائيلَ لأن يكونوا أوفياءَ تُجاه اللهِ وأن يتحوّلوا عن جميعِ الآلهةِ الأخرى. ونعلمُ أنه، في بعضِ الأحيانِ، مال بنو إسرائيلَ إلى الارتدادِ التامِّ بالرفضِ الكاملِ للربِّ، وعبادةِ آلهةِ الأممِ الأخرى. ولكن في أغلبِ الأحيانِ، سقطوا في خطيةِ المزجِ بين المعتقداتِ، فخلطوا معتقداتِ وممارساتِ الأممِ الأخرى ودياناتِهِم مع ديانتِهِم. وقد كانت أولئكَ الأممُ تشيرُ إلى آلهتِها، مثلِ البعلِ، وعشتاروثَ، وآلهةٍ أخرى، بصيغةِ الجمعِ، لأنهم اعتقدوا أنَّ هذه الآلهةَ كانت منقسمةً في مواضعَ مختلفةٍ. فهُم اعترفوا بهذه الآلهةِ بطريقةٍ ما في موضعٍ ما، وبطريقةٍ أخرَى في موضعٍ آخرَ.
في المقابلِ، علّم موسى إسرائيلَ مِرارًا وتِكرارًا بأن اللهَ لا بد أن يُعبَد في الموضعِ الوحيدِ الذي عيّنهُ اللهُ. فهو على خلافِ آلهةِ الأممِ الأخرى، لا يمكنُ أن ينقسمَ إلى أجزاءَ بين موضعٍ والآخرَ لأنه "رَبٌّ وَاحِدٌ". وبهذا المعنى إذن، يضعُ سفرُ التثنيةُ 6: 4 الأساسَ للعقيدةِ المسيحيةِ عن بساطةِ اللهِ، أي حقيقةِ أن اللهَ غيرَ منقسمٍ إلى أجزاءَ.
في الترجمةِ الحرفيةِ لنصِّ رسالةِ يعقوبَ 2: 19، أكّد يعقوبُ على هذا الفهمِ عن تثنيةِ 6: 4. لم يكتبْ يعقوبُ: "أنت تؤمنُ أنه يوجدُ إلهٌ واحدٌ"، كما تقولُ بعضُ الترجماتِ، بل قال حرفيًا: "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ". وبهذا، أكّد يعقوبُ على أنَّ سفرَ التثنيةِ 6: 4 يُعلّمُ عن وِحدانيةِ اللهِ، ووحدتِهِ، وبساطتِهِ.
إن كمالاتُ اللهِ ليست أجزاءً مختلفةً من اللهِ. بل هي صفاتٌ موحدةٌ جميعُهَا بالكاملِ، ومتصلةٌ ببعضِها البعضِ في جوهَرِهِ.
الكلمة
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god