نؤمن باللهعينة
اليوم 18: وجهات النظر اللاهوتية (الوثائق التاريخية)
لو تفقّدنا أعمال علماء اللاهوت الإنجيليين البارزين، سيتّضح سريعًا أن آراءَهُم عن صفاتِ اللهِ القابلة للمُشاركة عادةً ما تكون متشابهة للغاية. يُمكنُنا الاشارة إلى أي عدد من القوائم التي استخدمَها المسيحيون عبرَ تاريخ الكنيسة، للتعبير عن كيفيّة مشابهةِ اللهِ لنا. لكن لأجل تبسيط الأمر، سنتناول وثائق تاريخيّة ثلاثة.
1) إقرار إيمان أوجسبرج: إن الفقرةَ الأولى من هذا الإقرار تُوجزُ صفاتِ اللهِ على هذا النحوِ:
يُوجدُ جوهرٌ إلهيٌّ واحدٌ، وهُوَ اللهُ: سرمديٌّ، دونَ جسدٍ، دونَ أجزاءَ، له قوةٌ وحكمةٌ وصلاحٌ غيرَ محدودِينَ.
تذكُرُ هذه الفقرةُ أولًا عناصرَ تم تعريفُها عادةً بكونها صفاتِ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ – أي كيفيةِ اختلافِ اللهِ عن خليقتِهِ. إلا أن الإقرارَ يَذكرُ أيضًا قوةَ، وحكمةَ، وصلاحَ اللهِ. هذه الصفاتُ الثلاثةُ يتم تعريفُها بأنها صفاتٌ قابلةٌ للمشاركةِ، أي نواحٍ فيها يُشبِهُ اللهُ خليقتَهُ، وبالأخصِّ البشرَ.
لقد وهبَ اللهُ الخليقةَ كُلًا من هذه الكمالاتِ، لكن بدرجةٍ أقلِّ. وتُعلّمُ نُصوصٌ مثلُ المزمورِ 68: 34، 35 أن اللهَ يملِكُ القوةَ، وأنه قد وَهبَ خليقتَهُ قوةً مشابِهةً، ولكنها أدنى. كما تُعلِنُ نصوصٌ مثلُ دانيآلِ 2: 20، 21 أن اللهَ يملِكُ الحكمةَ، ولكنه وَهبَ البشرَ درجةً معينةً منَ الحكمةِ. كما تُشيرُ نُصوصٌ مثلُ المزمورِ 119: 68 و2 بطرسَ 1: 3-5 أن اللهَ صالحٌ، لكنه أيضًا قد وضعَ الصلاحَ في خليقتِهِ. وهكذا، وبِناءً على تعاليمِ الكتابِ المقدسِ، يمكنُنا بحقٍّ أن نقولَ إن قوةَ اللهِ، وحكمتَهُ، وصلاحَهُ، هي جميعُهَا صفاتٌ قابلةٌ للمشاركةِ.
2) إقرار الإيمان البلجيكي: في الفقرةِ الأولى من هذا الإقرارِ نقرأُ هذه الكلماتِ:
يُوجدُ كائنٌ واحدٌ وحيدٌ، بسيطٌ وروحيٌّ، ندعوهُ اللهَ ... وهُوَ سرمديٌّ، غيرُ مُدرَكٍ، غيرُ منظورٍ، ثابتٌ، غيرُ محدودٍ، وقديرٌ، وكاملُ الحكمةِ، والعدلِ، والصلاحِ، وهو النبعُ الفائضُ لكلِّ صلاحٍ.
تُوجِزُ هذه الفقرةُ من إقرارِ الإيمانِ البلجيكيِّ صفاتَ اللهِ في عشَرةِ مصطلحاتٍ. المصطلحاتُ الستُّ الأولى تتعلقُ بصفاتِ اللهِ غيرِ القابلةِ للمشاركةِ. أما الصفاتُ الباقيةُ – قديرٌ، كاملُ الحكمةِ، والعدلِ، والصلاحِ – فهي تتعلقُ بصفاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ.
يذكرُ إقرارُ الإيمانِ البلجيكيِّ، مَثَلُهُ مَثَلُ إقرارِ إيمانِ أوجسبرج، أن اللهَ قديرٌ، أي أنهُ يملِكُ قوَّةً؛ وأنه حكيمٌ، وصالحٌ. لكنه يضيفُ أيضًا صفةً أُخرى حين يقولُ إن اللهَ عادلٌ أو "بارٌّ"، كما يُمكنُ أن تُترجَمَ. وتأييدًا منَ الكتابِ المقدسِ لهذه الصفةِ القابلةِ للمشاركةِ، يتحدثُ كثيرًا عنِ اللهِ على أنهُ عادلٌ أو بارٌّ في مواضعِ مثلَ المزمورِ 7: 9. كما تُعلّمُ نصوصٌ مِثلُ هوشعَ 12: 6 ورسالةِ 2 تيموثاوسَ 3: 16 أن البشرَ يمكنُ أن يكونوا "عادلينَ" أو "أبرارًا" على مستوًى بشريٍّ محدودٍ. وهكذا، فبالإضافةِ إلى القُوةِ، والحكمةِ، والصلاحِ، من الملائمِ بالطبعِ أن نحسِبَ العدلَ صفةً قابلةً للمشاركةِ من صفاتِ اللهِ.
3) دليل أسئلة وأجوبة وستمنستر الموجز: تأتي الإجابةُ عن السؤالِ الرابعِ، "ما هو اللهُ؟" في الدليلِ المُوجزِ كالآتي:
اللهُ روحٌ، غيرُ محدودٍ، وسرمديٌّ، وغيرُ متغيرٍ، في كينونتِهِ، وحكمتِهِ، وقوتِهِ، وقداستِهِ، وعدلِهِ، وصلاحِهِ، وأمانتِهِ.
يذكرُ الدليلُ الموجزُ، مَثَلُهُ مَثَلُ إقرارِ إيمانِ أوجسبرج، وإقرارِ الإيمانِ البلجيكيِّ، صفاتِ الحكمةِ، والقوةِ، والصلاحِ. كما أنه يعكسُ الضوءَ على إقرارِ الإيمانِ البلجيكيِّ من خلالِ إضافتِهِ لصفةِ العدلِ. إلا أن الدليلَ يُضيفُ كينونةَ أو وجودَ اللهِ، وقداسَةَ اللهِ، وأمانَةَ أو صدقَ اللهِ أيضًا. فإن نصوصًا مثلُ سفرِ التكوينِ 1:1، وإنجيلِ يوحنا 1: 3 تُوضحُ أن كينونةَ الخليقةِ أو وجودَها أمرٌ ثانويٌّ معتمدٌ على وُجودِ اللهِ. لكن وجودُنَا أيضًا يُشَبهُ اللهَ في بعضِ النواحي. ووفقًا لنصِّ رسالةِ أفسسَ 4: 24، تعدُّ القداسةُ صفةً من صفاتِ اللهِ تنعكسُ وتَظهرُ في جوانبَ مختلفةٍ منَ الخليقةِ، بما في ذلكَ البشرِ. وفي نُصوصٍ مثلَ المزمورِ 25: 5، لا تُعدُّ الأمانةُ أو الصدقُ من كمالاتِ اللهِ فحسبُ، لكنها أيضًا تُمنَحُ للبشرِ.
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god