نؤمن باللهعينة
اليوم 19: وجهات النظر اللاهوتية (الترتيب)
قامتْ نماذج مختلفة من الوثائق التاريخيّة، وقادة علماء اللاهوت، بسرد صفاتِ اللهِ القابلة للمُشاركة بطرقٍ مختلفة. وللأسف، كثيرًا ما يدفع هذا التنوُّع الدارسين عديمِي الخبرة إلى الحيرة حول أي من هذه القوائم هي الصحيحة. لكن في حقيقة الأمر، يوجد ترتيب أساسي لصفاتِ اللهِ القابلة للمُشاركة. وهذا الترتيب المنطقي يساعدُنا على رؤية أن هناك في الواقع مساحة كبيرة من الوِحدة بين الإنجيليين، حول كيفية مُشابهةِ اللهِ لنا.
إن اللاهوتَ النظاميَّ الكلاسيكيَّ قد قام بالتركيزِ على ثلاثِ نواحٍ رئيسيةٍ فيها يُشبهُ البشرُ اللهَ على نحوٍ فريدٍ: إمكانياتُنا الفكريّةُ، وقدراتُنا الإراديّةُ، وطبيعتُنا الأدبيّةُ. هذا التحليلُ الثلاثيُّ لِما يعنيهِ أن تكونَ مخلوقًا على صورةِ اللهِ قد أثَّرَ بشدةٍ على كيفيةِ ترتيبِ علماءِ اللاهوتِ النظاميِّ لصفاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ.
بوجهٍ عامٍّ، يُمكنُ تقسيمُ جميعَ كمالاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ كبرَى من الصفاتِ الإلهيةِ التي تتوافقُ مع نواحِ مشابهةِ البشريةِ للهِ: صفاتُ اللهِ الفكريّةُ، وصفاتُهُ الإراديّةُ، وصفاتُهُ الأدبيّةُ.
يمكنُنا أن نرى بسَهولةٍ كيف تتماشى حكمةُ، وقوةُ، وصلاحُ اللهِ المذكورةُ في الفقرةِ الأولى من إقرارِ إيمانِ أوجسبرج مع هذه الأقسامِ الثلاثةِ الكبرى. فإن الحكمةَ تتناولُ فكرَ اللهِ، وتمثلُ صفاتِ اللهِ الفكريّةِ. كما تتعلّقُ القوةُ بإرادةِ اللهِ وتُمثّلُ صفاتِ اللهِ الإراديّةِ. أما الصلاحُ فهو يتعلقُ بصفاتِ اللهِ الأدبيّةِ.
والشيءُ ذاتُهُ تقريبًا يمكنُ أن يقالَ عنِ الصفاتِ الأربعةِ القابلةِ للمشاركةِ المذكورةِ في إقرارِ الإيمانِ البلجيكيِّ. فإن لفظةَ الحكمةِ تَقعُ ضِمنَ صفاتِ اللهِ الفكريّةِ. أما لفظةُ قديرٌ فهي تمثلُ صفاتِ اللهِ الإراديةِ. وتمثلُ كلمةُ العدلِ والبرِّ، والصلاحِ صفاتِ اللهِ الأدبيّةِ.
وبالمثلِ، تتبعُ الإجابةُ الرابعةُ من دليلِ وِستمنسترِ المُوجَزِ نمطًا مُشابهًا. فبعدَ ذِكرِ الصفةِ غيرِ المعتادةِ إلى حدٍّ ما لكينونةِ اللهِ أو وجودِهِ، تمثلُ الحكمةُ صفاتِ اللهِ الفكريّةِ. وتمثلُ القوةُ صفاتِ اللهِ الإراديّةِ. كما تشملُ صفاتُ اللهِ الأدبيّةِ قداستَهُ، وعدلَهُ، وصلاحَهُ، وأمانتَهُ.
توضحُ هذه الملاحظاتُ أنه على الرغمِ من عدمِ تطابقِ هذه الوثائقِ التاريخيةِ، إلا أنها لا تمثّلُ وِجهاتِ نظرٍ مختلفةٍ تمامَ الاختلافِ بعضهُا عن بعضٍ. فبالرغمِ من تنوّعِها، لكنها جميعها تسلّطُ الضوءَ على كمالاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ المُؤسّسةِ على ثلاثِ خصائصٍ رئيسيةٍ يشتركُ فيها اللهُ والبشرُ باعتبارِهِم صورةَ اللهِ.
في ضوءِ هذا، يمكنُنا القولُ عن يقينٍ إنه تُوجدُ وِحدةٌ ملحوظةٌ في اللاهوتِ النظاميِّ الإنجيليِّ حولَ ما ينبغي اعتبارُهُ صفةً للهِ قابلةً للمشاركةِ. وبالرغمِ من إمكانيةِ الاستفاضةِ دائمًا في تفسيرِ وشرحِ هذه الكمالاتِ بطرائقَ مختلفةٍ، لكن، مع وُجودِ استثناءاتٍ نادرةٍ، تميلُ صفاتُ اللهِ القابلةُ للمشاركةِ إلى أن تقعَ ضمنَ الأقسامِ الكبرى ذاتِها لصفاتِ اللهِ الفكريّةِ، والإراديّةِ، والأدبيّةِ.
الكلمة
عن هذه الخطة
من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.
More
نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god