نؤمن باللهعينة

نؤمن بالله

يوم 20 من إجمالي 24

اليوم 20: وجهات النظر اللاهوتية (التطبيقات) 

هناكَ عدةُ طرائقِ يمكنُنا بها استكشافُ التطبيقاتِ العمليةِ لصفاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ. لكننا سنتناولُ اتجاهينِ فقطْ.

1) التوقعات عن الله: 

إن صفات الله هي دائمًا صحيحة بالنسبة له. فهي لا تظهر ثم تختفي. وهي لا تتغير إطلاقاً. لكن هذا لا يعني أن جميع صفاتِ اللهِ القابلة للمُشاركة واضحة للجميع في كل لحظة من كل يوم. وكما تُبين أمثلة كتابيّة لا حصر لها، فإنَّ الله نفسَه لا يعتريه تغيير، وما يفعلُه في حياتِنا لا يتناقض إطلاقاً مع طبيعته. لكن في نفس الوقت، لا يمكنُنا التنبؤ بدقة عن كيفيّة تصرّفِ اللهِ في أيّة لحظة في التاريخ، وذلك لأنه يُظهر صفاتَه بطُرُق كثيرة ومختلفة. إن جميعَ صفاتِ اللهِ، بما في ذلكَ صفاتُهُ القابلةُ للمشاركةِ، هي صفاتٌ غيرَ محدودةٍ بالزمانِ، ولا يعتريها أيُّ اختلافٍ. لكن فيما يتعاملُ اللهُ مع خليقتِهِ المحدودةِ، والزمنيةِ، والمتغيرةِ، يَستعلنُ صِفاتَهُ بطرائقَ مختلفةٍ في أوقاتٍ مختلفةٍ. بعضُ هذه الاستعلاناتِ يمتدُّ عبرَ فتراتٍ زمنيةٍ كُبرَى. والبعضُ منها يَظهرُ فقطْ في بعضِ المواضعِ، وفي بعضِ الأحيانِ. إلا أن الإعلانَ العامَّ وسِجِلَّ التاريخِ الكتابيِّ يُعلنانِ بوُضوحٍ أن اللهَ يُظهرُ صفاتِهِ بطرائقَ لا يمكنُ التنبؤُ بها قطُّ على نحوٍ كاملٍ. فإن صفاتِ اللهِ الفكريةَ دائمًا صحيحةٌ عنهُ. فهُوَ دائمًا كُلِّيُّ العِلمِ والحكمةِ. لكن اللهَ أحيانًا يُظهرُ علمهُ وحكمتهُ بوضوحٍ في التاريخِ الكتابيِّ وفي حياتِنا اليومَ؛ وفي أحيانٍ أخرى لا يفعلُ هذا. ولهذا تحدّثتْ بعضُ الشخصياتِ الكتابيةِ بفرحٍ عما أعلنهُ اللهُ لهُم، بينما تلهّفَ آخرونَ على الحصولِ على قدرٍ أكبرَ منَ الفهمِ لفكرِ اللهِ.

وعلى النحوِ ذاتِهِ، لا تختلفُ صفاتُ اللهِ الإراديةُ قطُّ. فهُوَ دائمًا قويٌّ. لكن طوالَ التاريخِ الكتابيِّ، وفي حياتِنا أيضًا، يُظهرُ اللهُ أحيانًا قدرًا كبيرًا من قوتِهِ، وفي أحيانٍ أخرى لا يفعلُ هذا. ولهذا أحيانًا هتفتْ شخصياتٌ كتابيةٌ بالتمجيدِ والحمدِ لأعمالِ اللهِ القديرةِ، لكن في أحيانٍ أُخرى صرخوا إلى اللهِ كي يُظهِرَ قوتَهُ إذ كانوا يُقاسونَ تحتَ طُغيانِ أعدائِهِم.

والشيءُ ذاتُهُ ينطبقُ على صفاتِ اللهِ الأدبيةِ غيرَ المتغيرةِ. فإن اللهَ دائمًا هو صالحٌ، وقدوسٌ، وعادلٌ، وصادقٌ، ومحبٌ، ورحيمٌ، ورؤوفٌ. لكن التاريخَ الكتابيَّ وخبرتَنا البشريةَ الخاصةَ لا تتركُ أيَّ ذرةٍ من الشكِ في كونِ اللهِ يُظهرُ بوضوحٍ هذه الصفاتِ الأدبيةَ بوسائلٍ وطرائقَ مختلفةٍ. في بعضِ الأحيانِ، كان صلاحُهُ واضحًا أمام أعينِ الجميعِ. لكن في أحيانٍ أخرى، يصعُبُ تمييزُ هذا الصلاحِ. ولهذا قدمتِ العديدُ من الشخصياتِ الكتابيةِ الشكرَ لأجلِ البركاتِ التي حصَلُوا عليها، بينما ناحَ آخرونَ لأجلِ الضيقاتِ والتجاربِ التي قاسُوها.

2) الاقتداء بالله: 

لا يدعُونا الكتاب المقدس إطلاقاً إلى محاولة الاقتداء بصفاتِ اللهِ غير القابلة للمُشاركة أو التشبّه بِهَا. فهُو لا يشجعنا على أن نكون غير محدودين، أو سرمديين، أو غير متغيرين. بل على العكس، يدعُونا الكتاب المقدس إلى أن نتّضع في سُجودٍ وعبادة لله لأنه مختلف بشكلٍ عجيب جدًا عنا في هذه النواحي. لكن التطبيقات العمليّة لصفاتِ اللهِ القابلة للمُشاركة تسير في اتجاه مختلف. بالطبع، ينبغي أن نعبُد الله ونحبَّه لأجل هذه الكمالات. ولكن يدعُونا الكتاب المقدس مراراً وتكراراً إلى الاقتداء بصفاتِ اللهِ القابلة للمُشاركة. على سبيلِ المثالِ، قالَ يسوعُ في إنجيلِ لوقا 6: 36 لتلاميذِهِ أن يقتدُوا برحمةِ اللهِ. ووضَع أمامَهُم المعيارَ لما ينبغي أن تكونَ عليه رحمةُ الإنسانِ. فهِيَ لا بدَّ أن تُشابِهَ الصفةَ الأدبيةَ لرحمةِ الله (قارن أفسس 4: 32).

من جهةِ الثلاثةِ الأقسامِ الرئيسيةِ لصفاتِ اللهِ القابلةِ للمشاركةِ، ينبغي أن تتفقَ أذهانُنا مع فكرِ اللهِ، وأن تتفقَ إرادتُنا مع إرادةِ اللهِ، وأن تتفقَ طبيعتُنا الأدبيةُ مع طبيعةِ اللهِ الأدبيةِ. لكن هُنا علينا أن نحترسَ. فإن اللهَ يُظهرُ صفاتِهِ الفكريةَ، والإراديةَ، والأدبيةَ بطرقٍ متنوعةٍ في تعامُلِهِ مع خليقتِهِ. ومن عدةِ جوانبَ، ينبغي أن ينطبقَ الشيءُ ذاتُهُ على كلِّ من يسعى للاقتداءِ باللهِ. فأن تكونَ أفكارُنا مثلَ أفكارِ اللهِ، فهذا يعني أشياءَ مختلفةً في ظروفٍ مختلفةٍ. وكي نمارسَ إرادتَنا مثلَ اللهِ، لا بدَّ أن نتصرفَ بطرقٍ مختلفةٍ في أوقاتٍ مختلفةٍ. وكي نعكسَ طبيعةَ اللهِ الأدبيةِ، فهذا يتطلبُ مِنَّا أن نحيا بصورةٍ صحيحةٍ في الأوقاتِ الملائمةِ.

يوم 19يوم 21

عن هذه الخطة

نؤمن بالله

من هو الله؟ ما هي صفاته؟ خطته الأزليّة؟ أعماله في التاريخ؟ على  المستوى الأساسي، أُعطيت الأسفار المقدسة لنا لتعلّمنا عن الله وعمّا عمله  من أجلنا. في الواقع، إن معرفة الله هي ضرورية لنا لكي نفهم أنفسنا  وعالمنا. ولهذا ندرس ما يدعوه علماء اللاهوت بعقيدة الله، أو العقيدة عن  الله. من خلال خطة القراءات هذه نتعرّف على منهجيّة منظمة لتمييز صفات الله كما ندرس خطة الله وأعماله، وخاصة أحكامه، خليقته، وعنايته.

More

نود أن نشكر خدمات الألفية الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/god