مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

بداية الخروج من السبي(إشعيا48: 17-19)

~النص البيبلي~

17هذا ما قالَ الرّبُّ، قُدُّوسُكَ يا إِسرائيلُ وفاديكَ: “أنا الّذي يُعَلِّمُكَ ما يَنفَعُ ويَهديكَ طريقًا تَسلُكُهُ.18لو أصغَيتَ إلى وصايايَ، لكانَ كالنَّهرِ سَلامُكَ وكأمواجِ البحرِ عَدلُكَ،19ولَكانَ نَسلُكَ كالرَّملِ وذُرِّيَّتُكَ عدَدَ الحَصى.فلا يَنقَطِـعُ ا‏سمُهُم أبدًا، ولا يُبادُ ذِكرُهُم مِنْ أمامي”.

~شرح النص~

يعود الربّ إلى التكلّم بعد أن قدّم لنا مسيحه.يسمّي نفسه معلّمًا،“أنا الذي يعلّمك”.السلاح الذي يرفعه الربّ، إذًا، ليسحق العدوّ في“يعقوب”وفي الأمم، هو التعليم.أيّ تعليم؟ تعليم مشيئته وشريعته، الوصايا التي أعطاها لآدم فخالفها، ثمّ بعده لإسرائيل في البرّية، بعد أن أخرجه من عبوديّة المصريّين، لعلّه يعيش في حرّية الله، إلّا أنّ هذا أراد العودة إلى عبوديّة شهوات هذا العالم.

لم يصغِ إلى الوصايا، ولذا أساء إلى العدل، وباد كما تبيد شعوب هذا العالم.لم يصر الملح الذي يملّح الأرض كلّها.ولم يغدُ، كما أراد له الربّ أن يكون، مثالًا للأمانة والاخلاص للتعليم الإلهيّ.

يتدخّل الربّ معلّمًا من جديد.يختار مسيحه البارّ.هذا يصنع مشيئته ومسرّته.لا يخالف وصاياه.ليس هو بابل وليس هو“يعقوب”، بل هو مرسَل من الله إلى“يعقوب”وبابل ليرشدهم إلى الطريق.والطريق كما سبق وقال لنا إشعيا، يأتي من البرّية، من القفر.هناك، حيث لا إنسان، ولا تسلّط، ولا شرّ، يأتي الربّ وتأتي كلمته.إنّه خروج جديد بكلمة المسيح.خروج من الأنانيّة ومن الظلم ومن القتل ومن الضلال ومن الجهل ومن كلّ شرّ لملاقاة وجه الربّ.

بهذا فقط يحيا المؤمنون إلى الأبد ولا يزولون.هذه خارطة الطريق التي يرسمها إشعيا أمام القارئ.وهذه بداية الخروج من بابل.

~تأمل في النص~

ليتك أصغيت إلى وصاياي!هل سيقولها الربّ لنا يومًا؟ أم أنّه سيكافئنا على أنّنا أصغينا فعلًا إليها؟ الأمر ليس بالازدهار الشخصيّ على الأرض بقدر ما هو حياة حقيقيّة لجميع الناس.معرفة وصيّة الربّ والعمل بها هي الأداة الحقيقيّة لكتابة تاريخ، لا كتاريخ الناس، بل كقصّة تشبه قصّة يسوع المسيح.هكذا كان بولس وهكذا بطرس وسائر الرسل، أيقونات للربّ الجالس على يمين الربّ.

~الفكرة الرئيسة~

الربّ هو المعلّم الذي يجعل مسيحه مثالاً للقارئ.سيتحدّث إشعيا عن مسيحه في الفصول اللاحقة.

~صلاة~

أنرْ عينيّ لئلّا أنام إلى الموت، لئلّا يقول عدويّ:قد قويتُ عليه.عدويّ هو الجهل، وأنت المعلّم يا ربّ، ومسيحُك تحييني كلماته.

~قرار اليوم~