YouVersion Logo
Search Icon

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

DAY 121 OF 365

مقدّمة عامّة:تقي مظلوم ومبرر(إشعيا49–55)

يمثل إشعيا49–55القسم الثاني مما يعرف بـ”إشعيا الثاني” (إشعيا40–55).

يسيطر على إشعيا الثاني مفهوم الوعد والميثاق الإلهيين الأبديين وتوقُّع لحصول“خروج”جديد من بابل وعودة إلى أرض فلسطين على صورة الخروج من مصر.

كما يقدّم إشعيا الثاني مفهوم الله الخالق، في تطوير للاهوت جديد سبق وظهر في إرميا يعلن يهوه ليس كمجرد إله إسرائيل ولكنه الإله الوحيد خالق كل الكون.ويستعير إشعيا الثاني، كما تكوين1: 1–2: 3، صورة الخلق التي يرسمها كل منهما من قصة الخلق البابلية(إينوما إيليش)حيث يخلق مردوخ الكون بأسره عن طريق هزم الإلهة تيامات وشقها نصفين وصنع الكون من جثتها(مثلاً إشعيا51: 9–10).

في النهاية، يتميز إشعيا الثاني بوجود ما يعرف بقصائد“عبد الرب”والذي يحتار الباحثون في تحديد هويته، التي كانت وما زالت موضع حوار وخلاف بين الباحثين.حيث يعتبر بعضهم أنه يشير إلى شخصية تاريخية محدّدة، في حين يعتبر آخرون أنه يشير إلى اسرائيل بشكل عام، ويعتبر غيرهم أنه مجرد شخصية أدبية رمزية، في الوقت الذي يرى الموقف المسيحي التقليدي فيه نبوءة عن يسوع المسيح.لكن لقب“عبد الرب”يُعطى في إشعيا بشكل واضح ليعقوب كممثّل لكل إسرائيل، وبالتالي فعبد الرب في إشعيا هو شعب الرب؛ عبد الرب هو كل مؤمن بالرب وهو جماعة المؤمنين، الكنيسة، المدعوة لكي تحقق في حياتها وإرساليتها، على مثال سيّدها، دعوة عبد الرب ليكون نورًا للأمم ويخرج الحق للشعوب ويتألم في سبيل إيمانه.

القس د.هادي غنطوس

الرب دعاني من رحم أمي(إشعيا49: 1-4)

~النص البيبلي~

49إسمَعي لي يا جُزُرَ البحرِ، وا‏صغُوا أيَّتُها الأُمَمُ البعيدةُ:الرّبُّ دعاني مِنْ رَحِمِ أُمِّي، ومِنْ أحشائِها ذَكَر ا‏سمي.‌2فَمي جَعَلَهُ كسَيفٍ قاطِـعٍ.وفي ظِلِّ يَدِهِ خَبَّأني.جعَلَني سَهمًا مَصقولاً، وفي جُعبَتِهِ أخفاني.3قالَ لي: “أنتَ عبدي، يا إِسرائيلُ وبِكَ أتمَجَّدُ”.4فقلتُ: “أنا باطِلاً تَعِبتُ، وعَبَثًا أتلَفتُ قُوَّتي.ولكِنْ عِندَ الرّبِّ حَقِّي، وعِندَ إلهي جَزائي”.

~شرح النص~

إشعيا49: 1–13هي قصيدة حول“عبد الرب”، وهو شخصية هامة وشهيرة ومتكررة الظهور في إشعيا الثاني(إشعيا40–55).وتتألف القصيدة الموجودة في إشعيا49: 1–13من عدة أجزاء وتدور على أصوات كاتب القصيدة، عبد الرب، والرب نفسه.

وقد كانت هذه القصيدة، وما زالت، كما هو حال جميع قصائد“عبد الرب”في إشعيا، موضع حوار ونقاش وخلاف بين الباحثين والمؤمنين حول شخصية عبد الرب، الذي يرى الموقف المسيحي التقليدي فيه نبوءة عن يسوع المسيح، في حين يرى آخرون فيه إشارة إلى اسرائيل، أو إلى شخصية تاريخية محدّدة، أو إلى شخصية أدبية رمزية.في كل الأحوال، وكما ذكرنا في المقدّمة العامة، كاتب هذه القصيدة يتفاعل من خلالها مع واقعه وواقع شعب الله في زمنه، ويحمل بالتالي رسالة لشعب الله الذي يقرأ النص ويتفاعل معه في كل زمان ومكان.

في المقطع الذي نتأمل به اليوم، والمـأخوذ من إشعيا49: 1–4، يعلن عبد الرب أن الرب قد اختاره من قبل أن يولد، ودعاه ليكون رسوله أمام الأمم والشعوب من جهة أولى؛ ويعلن خيبة أمله وشعوره بالاحباط من البشر من جهة ثانية؛ لكنه يؤكد أنه لا ينتظر جزاء عمله وخدمته من قِبَل الناس ولكن من قِبَل الرب نفسه من جهة ثالثة.

~تأمل في النص~

تؤكد قصيدة“عبد الرب”الشهيرة في إشعيا49: 1–13، في جزئها الأول(آيات1–4)على مفهوم أساسي في الإيمان المسيحي والحياة المسيحية، ألا وهو مفهوم النعمة.

إشعيا49: 1–4يؤكد أن علاقتنا بالله إنما هي مبنية، قبل كل شيء آخر، على نعمته التي تقبلنا وتحبّنا وتدعونا حتى من قبل أن نولد، أي قبل أن نقوم بأي شيء نستحق أن نُحَب ونُقبَل بفضله.كما يؤكد النص أن التزامنا بدعوتنا وإرساليتنا، المؤسستين في الأصل على نعمة الله، يجب أن يكون كاستجابة لتلك النعمة، وليس بهدف الحصول على أية مكافأة من أي شخص أو جهة، فغالبًا ما سيخيب أملنا بالإنسان، ولكن إله النعمة الذي يدعونا بنعمته، هو مصدر ومركز خدمتنا وفرحنا، وهو الذي يرى تعب محبتنا وخدمتنا.

~الفكرة الرئيسة~

علاقتنا بالله هي علاقة مؤسسة على نعمته التي تحبّنا وتقبلنا حتى من قبل أن نولد،وتدعونا لنكون رسل محبته إلى أقصى الأرض من دون انتظار أي جزاء من الآخرين.

~صلاة~

أعطنا يا رب أن ندرك عمق نعمتك الفائقة ونلتزم بحمل رسالة محبتك لكل من وما حولنا.

~قرار اليوم~

Scripture

Day 120Day 122

About this Plan

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More