مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
القسم الثاني من الخاتمة الثانية للإنجيل(يوحنّا21: 25)
~النص البيبلي~
25وهُناكَ أُمورٌ كثيرةٌ عَمِلَها يَسوعُ، لَو كَتَبَها أحَدٌ بالتَّفصيلِ، لَضاقَ العالَمُ كُلُّهُ، على ما أظُنُّ، بالكُتُبِ التي تَحتَوِيها.
~شرح النص~
تشبه هذه الخاتمة ما جاء في خاتمة سفر الجامعة: “بقِـيَ علَيكَ يا ابني أنْ تَنتَبِهَ إلى أنَّ تأليفَ الكُتُبِ عمَلٌ شاقٌّ لا نِهايَةَ لَه” (جامعة12: 12).لقد كانت للإنجيل خاتمةٌ أولى(20: 30–31)؛ أمّا الآن(21: 24–25)فنحن في خاتمة ثانية؛ ويرى شرّاح انّ الذي كتب21: 25هو غير الذين كتبوا21: 24، بدليل الانتقال المفاجئ من المتكلّم الجمع“نعرف” (آية24)إلى المتكلّم المفرد“أظنّ” (آية25).قد تطول لائحة تعاليم يسوع وأعماله، لذلك قام كتّابٌ، تتلمذوا ليوحنّا الإنجيليّ، بزيادة بعض الأمور على الإنجيل وإصداره مع الرسائل والرؤيا من مدرستهم اليوحنّوية.
إنّ هذه الآية الأخيرة من النص تشير إلى أنّ ما كُتب في الإنجيل هو أقلّ بكثير ممّا حدث فعليًا.يستعمل الكاتب الحلية الأدبيّة“المبالغة،hyperbole”ليشير إلى المسافة الكبيرة بين أعمال المسيح التاريخيّة أثناء تدبيره الخلاصيّ من جهة، وبين التقصّي عنها وتدوينها من جهة أخرى.يحاول الكاتب أن يُفهِم قرّاءه أنّ البشر لا يستطيعون احتواء كامل سرّ المسيح، لا من حيث الواقع التاريخيّ ولا عبر التدوين الكتابيّ.وهذا يعني أنّ كلّ مؤمن بالمسيح هو صفحة جديدة واختبارٌ آخر يُضاف إلى معنى الإنجيل الواسع، وفهمه وعيشه.
بعد أن عرض يوحنّا الفصل20أربع شخصيّات، المجدليّة، وبطرس، والتلميذ الحبيب، وتوما، قاموا بالانتقال من الشكّ إلى الإيمان.وها هو الفصل الكنسيّ الواسع(يوحنّا21)يفتح الباب لجميع القرّاء المؤمنين لاختبار المسيح القائم، ولترك بصماتهم في كتب العالم، من خلال حياةٍ يُلهمها الروح القدسُ الأمانةَ للإنجيل، الأمانة لِـما كُتب فيه، ولـِما لم يُكتَب فيه أي ما يتناقله التقليد المقدّس.
~تأمل في النص~
في إنجيل يوحنّا هناك فرقٌ بين كاتب الإنجيل الذي دوّن ما هو أساسيّ في الفصول1–20وبين الكتّاب الآخرين الذين أنهَوا التدوين، زادوا بعض الأفكار الأساسيّة التي كانت عند الكاتب الأوّل، وأصدروا جميع الكتابات اليوحنّويّة في العهد الجديد.وبينما وَضَعت الخاتمةُ الأولى للانجيل(20: 30–31)هدفَ الكتابة وهو أن يؤمن القرّاء من أنّ يسوع هو المسيح ابن الله، فتكون لهم الحياة، تدعو هذه الخاتمة الثانية المؤمنين، من كافّة الأجيال، إلى التفكير بحقيقة الخلاص الذي اختبروه بيسوع المسيح، وإلى إعادة قوله، نشره وتدوينه، كلٌّ بكلماته الخاصة.فغنى سرّ المسيح لا يخضع للتحديد البشريّ ولا للاحتواء.أمّا التدوين، فهو بطبيعته إنتقائيّ، ويجب أن يُختم،كي يتسنّى للكاتب نشره وترويجه.
~الفكرة الرئيسة~
هدف ما كُتب في الإنجيل هو الإيمان،أمّا الاختبارات الروحيّة،التي تُلهمها تعاليم يسوع وأعماله،فلا يُمكن أن تُحصى،لأنّها انعكاسٌ لغنى الربّ اللامحدود.
~صلاة~
تعلّمُني حياتُك على الأرض يا يسوع، أن اختبر مجد موتك وقيامتك؛ ساعدني لأجعل من حياتي صفحةً تكتب عليها بالروح القدس ما لم يُكتب بعد، وما تريده انت فقط.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More