مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
يسوع يجعل بطرس راعي الخراف(2)(يوحنّا21: 17)
~النص البيبلي~
17وسألَهُ مرَّةً ثالِثَةً: “يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحِبُّني”، فحَزِنَ بُطرُسُ لأنَّ يَسوعَ سألَهُ مرَّةً ثالِثَةً أتُحِبُّني فقالَ: “يا ربُّ، أنتَ تَعرِفُ كُلَّ شيءٍ، وتَعرِفُ أنِّي أحِبُّكَ”.قال لَه يَسوعُ: “إرعَ خِرافي…”.
~شرح النص~
في سؤال يسوع الثالث لبطرس نجد الفعل اليونانيّ نفسه الذي استعمله بطرس في إجاباته“philein”.لقد فسّر بعضهم أنّ يسوع فهم أنّ بطرس لا يستطيع الحبّ الكامل“agapan”لذلك خفّض درجة الطلب.لكنّنا نرى أنّ تغيير الكلمات يصبّ في إعطاء رونق جماليّ للأسلوب أكثر منه للمعنى والمضمون، خاصة أنّ فعل“philein”استُعمل للدلالة على حبّ الآب للابن(يوحنّا5: 20):فعند التكرار لا بدّ من استعمال كلمات مختلفة.
هدف تكرار سؤال يسوع لبطرس ثلاث مرّات هو التعويض عن النكران ليلةَ الآلام ثلاث مرّات؛ لذلك حزن بطرس في المرّة الثالثة(آية17)لأنّه تذكّر نكرانه بعمق.وليبرّر نفسه، لجأ إلى الاقرار بمعرفة يسوع الفائقة الطبيعة لكلّ شيء.ولكن من المعروف أيضًا، في تقاليد الامبراطوريّة الرومانيّة، أنّ الطريقة الاحتفاليّة في تنصيب الامبراطور كانت تعتمد على الترداد الثلاثيّ لمهمّته الجديدة.
لقد ميّزت الترجمة السريانيّة المعروفة بـ”البسيطة”بين ثلاثة أنواع من الخراف:الحملان والنعاج والكباش(آيات15،16و17)، أي أطفال الخراف، وإناثهم وذكورهم، ممّا يشير إلى الطابع الشموليّ للرعاية.على الراعي أن يهتمّ بكامل القطيع:الكبار والصغار، البعداء والأقرباء، الخطأة والأبرار.على بطرس أن يجمع هذه الخراف الكثيرة والمختلفة في وحدة الحظيرة:الوحدة في الاختلاف!لقد ذكّر يسوع بطرس بإلحاح أنّه يجب أن يعيش رسالة الراعي في الحبّ نفسه الذي قدّمه حتى المنتهى الراعي الصالح(10: 10–18).على بطرس أن يقوم بهذه المهمّة مع الجميع من دون تمييز.في هذا الانفتاح الشموليّ يحقّق بطرس رغبة يسوع في صلاته من أجل وحدة التلاميذ ليلة آلامه(يوحنّا17)، فيجمع“شمل أبناء الله” (11: 52)في عائلة الإيمان والمحبّة(19: 25).
~تأمل في النص~
لقد اختار يسوع مَن سيكون من بعده مسؤول الجماعة المسيحيّة، راعي الخراف الكثيرة والمختلفة، والذي سيجمعها في حظيرة واحدة هي عائلة المؤمنين.إنّ تنصيب بطرس راعيًا للقطيع يُكمل الوجهة الكنسيّة للفصل21:فبعد كثرة السمك في وحدة الشبكة غير الممزّقة، يأتي دور بطرس المميّز رمزًا للوحدة والمحبّة.فالمسؤول عن الجماعة يتّحد بطريقة وثيقة بالمسيح ويتشبّه به في كلّ شيء ويستسلم له قائلاً: “يا ربُّ اَختَبرتَنِي فعَرَفتَني” (مزمور139: 1).
~الفكرة الرئيسة~
لقد سامح يسوعُ بطرس على نكرانه وجعله،بنعمة مجّانية،راعيًا لقطيعه من بعده،كان عليه فقط أن يعلن حبّه له،مستعدًّا للخدمة الكنسيّة المميّزة:الحفاظ على الوحدة في الاختلاف.
~صلاة~
أشكرك، يا رب، على كلّ المواهب والعطايا التي هي فيضٌ من نعمتك.اجعلني أعيش مسؤوليّاتي في الحياة خدمةً وتضحيةً في المحبّة الشاملة للجميع.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More