مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
انتباه بطرس للتلميذ الحبيب(يوحنّا21: 20)
~النص البيبلي~
20والتَفتَ بُطرُسُ، فرَأى التِّلميذَ الذي كانَ يُحبُّهُ يَسوعُ يَمشي خَلفَهُما، وهوَ الذي مالَ على صَدرِ يَسوعَ وقتَ العَشاءِ وقالَ لَه يا ربُّ، مَنِ الذي سيُسلِمُكَ.
~شرح النص~
بين يوحنّا وبطرس صِلاتٌ وثيقة ومهمّة:كانا شريكين في صيد السمك على بحيرة طبرية؛ ليلة الآلام هيّآ العشاء الأخير؛ بطلب من بطرس مال يوحنّا على صدر يسوع ليسأله مَن سيسلمه؛ ذهبا إلى دار رئيس الكهنة؛ أسرعا يوم القيامة إلى القبر ليتحقّقا من كلام النسوة؛ وبعد القيامة، اصطادا معًا السمك من جديد.من خلال الأناجيل الإزائيّة، نعرف أنّ يسوع قد خصّهما مع يعقوب بمشاهدة بعض الأحداث أثناء حياته العلنيّة:قيامة إبنة يائيرس، التجلّي، والصلاة في بستان الزيتون.وفي كتاب أعمال الرسل، كثيرًا ما نشهد على اسم يوحنّا بعد بطرس:ترافقا إلى الهيكل حين شفي المخلّع، وقفا أمام الحكّام، وأُرسلا إلى السامرة لتفقّد البشارة بالإنجيل.
مَن هو هذا التلميذ الذي أحبّه يسوع؟ إنّه يوحنّا ابن زبدى وسالومه، أخوه يعقوب الذي قُطع رأسه(أعمال الرسل12: 2).كان صيّاد سمك مع أبيه الذي يملك سفينة في بيت صيدا على بحيرة طبرية وشباك وأُجَراء.تتلمذ لـيوحنّا المعمدان، ولكن حين دعاه يسوع ترك كلّ شيء وتبعه.كان لقبه التلميذ الحبيب؛ وبالفعل لقد كان أمينًا حتى الصليب، شاهدًا لولادة عائلة الله الجديدة مع مريم، يرى طعن الحربة، ويختبر فيض الروح(يوحنّا19: 30).وليس استقباله“منذ تلك الساعة”لأمّ يسوع إلاّ نقيض ما جرى مع“الكلمة”في بداية إنجيل يوحنّا: “إلى بَيتِهِ جاءَ، فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه” (1: 11).بعد القيامة، بالرغم من أنّ المجدليّة هي الأولى التي رأت المسيح، إلاّ أنّه هو الأوّل الذي آمن(20: 8)، والأوّل الذي أعلن لرفاقه الصيّادين“إنّه الرب” (21: 7)، وها هو في حركة اتّباع دائمة للمسيح(21: 20).يرمز التلميذ الحبيب إلى كلّ تلميذ، على مرّ الأجيال، يحبّ يسوع ويعيش الأمانة لتعاليمه.رمزه الحيوانيّ، حسب آباء الكنيسة هو النسر إذ هو خالدٌ في تعليمه ويحلّق في لاهوته.هذا المشهد الجميل الإيجابيّ لا تعكّره الصبغة الإنسانيّة عندما طلب الجلوس عن يمين يسوع(مرقس10: 35)في مجده؛ إنّه مثال المؤمن الذي، عندما يختبر غفران يسوع المصلوب والقائم، يعيش حياته شاهدًا له في أمانة دائمة، حتى نهاية العالم في المجيء الثاني.
~تأمل في النص~
آخر كلمة قالها التلميذ الحبيب كانت“إنّه الربّ” (21: 7)، وآخر موقف له موجودٌ في آية اليوم“يمشي خلف بطرس ويسوع” (21: 20).إنّه أوّل تلميذ يؤمن بيسوع ويعرف أن يستدلّ إليه ويسير دائمًا وراءه ووراء مَن يمثّل سلطة الكنيسة أي بطرس.يكفيه أنّه“التلميذ الذي يحبّه يسوع”، وبذلك هو مثالٌ لكلّ مؤمن يردّد مع بولس“تكفيك نعمتي” (2كورنثوس12: 9).
~الفكرة الرئيسة~
إنّ التلميذ الحبيب يرمز إلى كلّ مؤمن يختبر القيامة في حياته ويشهد للمسيح في أمانة لا تنتهي.
~صلاة~
ساعدني يا رب لأفهم دعوة الإيمان والمحبّة التي يوجّهها يوحنّا البشير في إنجيله.لقد غاص في سرّك، وتأمَّلك إلهًا صار انسانًا محبًّا الجميع حتى أقصى حد.علّمني الأمانة لك، والشهادة لحبّك.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More