مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

الخروج من بابل(إشعيا48: 20-22)

~النص البيبلي~

20مِنْ أرضِ بابِلَ اخرُجوا، مِنَ الكَلدانيِّينَ اهرُبوا مُرَنِّمينَ أعلِنوا هذا ونادوا بهِ.أذيعوهُ إلى أقاصي الأرضِ.قولوا ا‏فتَدى الرّبُّ شعبَهُ.21سَيَّرَهُم في القِفارِ مِنْ قَبلُ، وشَقَّ الصَّخرَ ففاضَتِ المياهُ.فجَّرها مِنَ الصَّخرِ فلم يَعطَشوا.22أمَّا الأشرارُ فلا سلامَ لهُم.هكذا يقولُ الرّبُّ.

~شرح النص~

بعد ظهور المسيح، وإعلان الربّ عزمه على تعليم“يعقوب”والأمم به، يصبح الخروج من بابل ممكنًا.فالمشكلة التي قادت“يعقوب”إلى بابل هي عدم معرفته، لا بل جهله بما يفترض أنّه يعرفه.تصير بابل مكانه الطبيعيّ لأنّها هي أيضًا جاهلة لا تعرف.أرسله الربّ إلى تلميذة جاهلة لأنّها حظيت بأساتذة فاسدين.هذا عقاب الذي كان له الربّ معلّمًا ولم يتعلّم منه.

افتدى الربّ شعبه بالمسيح الذي علّمه الربّ كلّ شيء وتعلّم هو منه كلّ شيء وكان لتعليمه أمينًا ولحكمته معلنًا.هو المثال والقائد الذي سيخرج أمام شعبه من بابل ويُخرِج بابل من عبوديّتها لذاتها، ويسير في البرّية معلنًا قدوم الربّ.

هو الصوت الصارخ، والصوت الصارخ بكلام الربّ سيفجّر الماء في البرّية فتغدو رياضًا للنعيم، ويروي العطشى إلى ماء الحياة منها.ذلك هو الموضوع الذي بدأ به إشعيا كلامَه على لسان الربّ في الفصل40.الربّ هو المفيض الماء والمروي المساكين ومحوّل القفار إلى جنّات.هو محوّل قفر“يعقوب”إلى رياض وبابل إلى جنائن حقيقيّة.

بعد هذا سيبدأ الكلام عن مسيح الربّ.سيتحدّث مسيح الربّ نفسه في مطلع الفصل49، في ما يعرف بنشيد عبد الربّ الثاني.وفي الفصول اللاحقة، حتّى الفصل54، سنكون في مسيرة نحو أورشليم السماوية بصورة سارة امرأة ابراهيم وأمّ ابن الموعد التي تمثّل جماعة الربّ المبنيّة على تعليم الربّ بمسيحه.

~تأمل في النص~

الكنيسة هي تلك الجماعة التي يخرجها الربّ كلّ يوم من عبوديّة بابل وعبوديّة مصر.التعليم فيها هو المعموديّة المستمرّة التي بها نموت كلّ يوم عن خطايانا لنقوم في حياة جديدة دائمة.الكنيسة تخطئ إن رذلت التعليم.تعود إلى عالميّة هذا الدهر وهذا الزمان، وتصير كيانًا تافهًا عابرًا ككيانات هذه الدنيا وقواها.

~الفكرة الرئيسة~

الخروج من بابل بمعناه الحقيقيّ خروج من الجهل والشرّ؛ وسقوط بابل وأتباعها هو سقوط هذين الجهل والشرّ.الأشرار لا سلام لهم لأنّهم لا يعرفون كلمة الربّ أو يعرفونها ولا يعملون بها.

~صلاة~

في خروجنا من مصر وبابل صرنا لك جماعة مقدّسة.علّمنا كيف نبقى على أمانة للتعليم الذي منك، ولكلمتك.وأعطنا أن نثبت معك إلى المنتهى.

~قرار اليوم~