مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

مسيح الربّ يتكلّم(إشعيا48: 14-16)

~النص البيبلي~

14”إجتَمِعوا كُلُّكُم وا‏سمَعوا!مَنْ مِنكُم أخبَرَ بهذا؟ الرَّجُلُ‌الّذي أحَبَّهُ الرّبُّ سيَفعَلُ مشيئَتَهُ ببابِلَ ويرفَعُ ذِراعَهُ على شعبِها.15أنا أنا تكلَّمتُ ودَعَوتُهُ.جِئتُ بهِ وسَتَنجَحُ طريقُهُ”.16تقَدَّموا وا‏سمَعوا ما أقولُ، فمِنَ الأوَّلِ لم أتكلَّمْ في الخِفيةِ.أنا كُنتُ موجودًا هُناكَ مِنْ قَبلِ أنْ يحدُثَ ما حدَثَ.والآنَ أرسَلَني‌السَّيِّدُ الرّبُّ، وروحُهُ تتكلَّمُ فيَّ.

~شرح النص~

يقطع سير الكلام الإلهيّ كلام يمكن للربّ أن يقوله بنفسه، ولكنّنا نكتشف، في الآية الأخيرة في هذه الفقرة، أنّ مسيح الربّ هو قائله.هو الرجل الذي أحبّه الربّ، والذي سيكون سقوط بابل على يده.هذا هو المسيح الذي سنعرف لاحقًا، أنّه سيُظلَم ويُقتَل لأجل برّه.ولعلّ برّه هو السلاح الذي سيسقط أمامه كلّ كبرياء العالم وعنفه وحروبه وعظمته.

نلاحظ هنا اللغة التي يستعملها كتاب المزامير للحديث عن مسيح الربّ.كلّ ما يصنعه ينجح(مزمور1).ونجد أيضًا حضورًا لصورة الحكمة كما يأتي الحديث عنها في سفر الأمثال8.هي التي كانت في البدء عند الله.

مسيح الربّ إذًا هو حكمة الله الحقيقيّة الخالقة معه، وهي العارفة الربّ حقّ المعرفة.وهو البارّ الذي لا يسكن مع الأشرار ولا يسير في طريقهم، ولا يعرف مشوراتهم وأفعالهم.لذا يُنجح الربّ طريقَه على الدوام.

اللافتُ هنا، في هذه الإشارة إلى مسيح الربّ، أنّه يأتي في تضادّ مع معلّمي بابل الأشرار والمضلّلين.بابل أخطأت ولم يكن هناك من يعلّمها الحقّ، أمّا يعقوب/اسرائيل فأخطأ وقد اختار الربّ له مسيحَه ليعّلمه معرفة الربّ.غير أنّ تعليم مسيح الربّ المعرفة الإلهيّة لن يقتصر على“يعقوب”، ولكنّه سيشمل أيضًا بابل.ولعلّ فمه سيكون هو سيف الحقّ والكلمة التي بها سيُغلَب عنفوان المدينة العظيمة في عيني نفسها.

مسيح الربّ هو المرسَل، ويحمل روح الربّ، أي يحمل تلك الروح التي كانت ترفرف على الظلمة والمياه في الخلق، أي الغالبة للجهل والموت.

~تأمل في النص~

يجب أن نكتشف المعنى الحقيقيّ لحضور المسيح في الكتاب.هو من“يعقوب”، ولكنّه مرسَل الربّ، ليس فقط إلى“يعقوب”، بل إلى الخليقة أجمع.بهذا يصير التسلسلُ والترابط واضحين:أخطأ“يعقوب”لأنّه ابتعد عن الربّ، يُسبى إلى بابل، تخطئ بابل لأنّها أثقلت عليه النير، يعاقب الربّ بابل، ثمّ يعاقب“يعقوب”، وبعدها يُرسل مسيحه ليهدي“يعقوب”وبابل، ويكون لهما مثالًا في الأمانة ومعرفة الربّ حقّ المعرفة.هذه هي مسيرة يسوع المسيح.

~الفكرة الرئيسة~

مسيح الربّ هو الرجل البارّ الذي يُنجح الربّ طريقه.ويرسله لهداية“يعقوب”وبابل، أي جميع أمم الأرض التي تعرفه والتي لا تعرفه.

~صلاة~

لا ترفضْنا إلى الانقضاء، بل أظهرْ علينا نور وجهك لأجل مسيحك الذي أرسلته منّا إلينا مثالًا لمعرفتك.اجعلنا له تلاميذ لنغدو لك أبناء حقيقيّين.

~قرار اليوم~