مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

يرحم الربّ يعقوب لأجل اسمه(إشعيا48: 9-13)

~النص البيبلي~

9لكرامةِ ا‏سمي أُبطِئُ غضَبي وأرُدُّ عَنكَ لِئلاَّ أقطَعَكَ.10مَحَّصتُكَ تَمحيصًا كالفِضَّةِ وا‏متَحَنتُكَ في كُورِ العَناءِ.11مِنْ أجلي أفعَلُ هذا.لِئلاَّ يتَدَنَّسَ اسمي‌أو يأخُذَهُ أحدٌ غيري.12إسمَعْ لي يا يَعقوبُ، يا إِسرائيلُ الّذي دَعَوتُهُ.أنا هوَ، أنا الأوَّلُ والآخِرُ،‌13ويَدي أسَّسَتِ الأرضَ.يَميني قاسَتِ السَّماواتِ أدعوهُنَّ فيَقِفْنَ جميعًا.

~شرح النص~

مهمّ هذا النصّ لأنّه يقول إنّ الربّ كان سيعاقب“يعقوب”على جهله وعلى استعماله اسم الربّ باطلًا وخيانته له، إلاّ أنّه قرّر أن يبطئ غضبه عليه، ليس لأجل“يعقوب”، بل لأجل اسمه هو.وهذا يفسّر لنا، لماذا أتى الكلام على معاقبة بابل قبل معاقبة“يعقوب”.لقد عاقب الربّ بابل على ظلمها لـ”يعقوب”.فَعَلَ هذا لكي لا تظنّ بابل أنّه إله ضعيف لا يحامي عن أتباعه.

إلاّ أنّه، بعد أن عاقب بابل، يلتفت الآن إلى“يعقوب”ليصفّي حسابه معه.مشكلة الربّ مع“يعقوب”أكبر من مشكلته مع بابل.بابل لم تعرف الربّ، أمّا هو فيعرفه ويعرف شريعته، لكنّه خانه، وكذب عليه، ولم يفعل ما هو حقّ، ولذا أرسله إلى السبي البابليّ.

تذكّرنا هذه الفكرة بما ورد في خروج32: 11–12حيث يقول موسى للربّ بعد أن قرّر أن يفنيه بسبب عبادته العجل الذهبيّ، قال له موسى، لا تفنه لئلّا يتكلّم المصريون عليك ويقولون إنّك أخرجت شعبك لتفنيه.رجع الربّ عن قراره لهذا السبب.لأجل اسمه.

البعد الأخير لهذا الكلام كتابيّ ألاّ يكون الربّ قد عاقب“يعقوب”كما كان يستحقّ لأجل اسمه، يعني، في نهاية المطاف، أنّ“يعقوب”إنّما أراد الربّ أن يقدّمه كمثل كتابيّ.الربّ يريد أن يكمل قصّة خلاصه، و”يعقوب”مَثَل في هذا القصّة، إن من جهة اختيار الربّ له، أو خيانته للربّ، أو الخلاص الأخير الذي يعدّه الربّ لـ”يعقوبٍ”جديد يكون على حسب رأيه ومشيئته.هذا هو أساس هذا الكلام الاشعيانيّ.

~تأمل في النص~

للربّ عتب كبير على الذين يعرفونه.هؤلاء يعرفون كتابه ومشيئته وما يريده.إلاّ أنّهم لا يفعلون ما يرضيه.تلك هي الخيانة العظمى، لأنّه ما النفع إذا عرفت ولم تعمل، وعلّمت ولم تعش وفق المبادئ التي تنادي بها.مَن يعرف الربّ خالقًا، يضع نفسه بين يديه مخلوقًا، ويسمع كلماته المحيية له وللآخرين.

~الفكرة الرئيسة~

الربّ لا يعاقب إسرائيل مباشرة قبل معاقبة بابل لئلاّ يُساء إلى اسم الربّ، ويقال إنّه رذل شعبه.بعد معاقبة بابل يعود إلى“يعقوب”ليسوّي حسابه معه، ويجعله مثالاّ في كتابه.

~صلاة~

إذا ما أردت أن تعاملنا على حسب أفعالنا لصرنا أوّل الساقطين.لكنّك ترحم بعظيم رحمتك، ولا ترى فينا الخطايا التي لأجلها نستحقّ الموت الروحيّ.

~قرار اليوم~