مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

جهل إسرائيل كجهل بابل(إشعيا48: 1-8)

~النص البيبلي~

48إسمَعوا هذا يا بَيتَ يَعقوبَ‌، أيُّها المَدعوّونَ با‏سمِ إِسرائيلَ، الخارِجونَ مِنْ صُلبِ يَهوذا، الحالِفونَ با‏سمِ الرّبِّ، الذَّاكِرونَ إلهَ إِسرائيلَ بغَيرِ حَقٍّ ولا صِدْقٍ،2الدَّاعونَ أنفُسَهُم مِنْ مدينةِ القُدْسِ‌، المُعتَمِدونَ على إلهِ إِسرائيلَ، الرّبُّ القديرُ ا‏سمُهُ.وقالَ الرّبُّ:3أخبَرتُ مِنَ القديمِ بما حدَثَ‌، مِنْ فَمي أخرَجتُهُ وأسمَعتُ بهِ، وبَغتَةً أحدَثتُهُ فحدَثَ.4كنتُ عالِمًا أنَّكَ قاسٍ ورَقبَتُكَ عَضَلٌ مِنْ حديدٍ وجَبهَتُكَ مَصنوعةٌ مِنْ نُحاسٍ،5فأخبَرتُكَ مِنَ القديمِ بما حدَثَ، وقَبلَ حُدوثِهِ أسمَعتُكَ لِئلاَّ تقولَ:صَنَمي هوَ الٍذي صنَعَهُ، وما نَحتُّهُ أو سَبَكتُهُ أمَرَ بهِ.6سَمِعتُم ونَظَرتُم هذا كُلَّهُ، أفما كانَ علَيكُم أن تُعلِنوهُ؟ واليومَ أُسمِعُكَ بِما سيَحدُثُ وبأُمورٍ مَخفيَّةٍ لا تَعرِفُها،7أُبدِعُها الآنَ لا في القديمِ، وقَبلَ اليومِ لم تَسمَعْ بها.لِئلاَّ تقولَ:أنا عَرَفتُها.8وأنتَ لا سَمِعتَ ولا عَرَفتَ، فمِنَ القديمِ لم أفتَحْ أُذُنَكَ، لأنِّي عَرَفتُ أنَّكَ غادِرٌ ومِنَ الرَّحِمِ سُمِّيتَ عاصيًا.

~شرح النص~

كما خاطب الربّ بابل في الفصل47بسبب حكمتها الزائفة ومعرفتها المضلّة، يخاطب هنا يعقوب/إسرائيل، للسبي عينه، ويوبّخه بكلمات أقسى من الكلمات التي وجّهها إلى بابل.وقد استحقّ يعقوب/إسرائيل هذه القسوة لأنّه، بخلاف بابل، يعرف الربّ ويعرف كتابه وشريعته.يوبّخه الربّ على كذبه، لأنّه يذكر اسم الربّ ولكن زورًا.يدّعي أنّه من سكّان قدس الربّ، إلّا أنّه يقوم بالشرّ ويفعل الموبقات.

يعرف الربّ منذ البدء أنّ“يعقوب”سيخطئ.لم يفاجئ“يعقوب”الربّ.لكن انتظر منه ما هو خير، فأتاه منه ما هو شرّ.ظنّ“يعقوب”، كما بابل، ألاّ أحد يراه، وقال قول بابل،“أنا وما من أحد غيري”.الله لا يرى، والله لا يعرف.هكذا ظنّ“يعقوب”، وسمح لنفسه بأن يسحق المساكين، ويبطل عدل الربّ وحقّه.كان مخطئًا.الربّ رأى وعرف، وكان على معرفة بما سيفعله“يعقوب”.سيحلّ به الخراب والدمار كما حلّ ببابل.

~تأمل في النص~

إنّه لتحدٍّ كبير لنا أن نبقى أمناء للربّ الذي نعرفه.لا يكفي أن نكون على علم بما يقوله الربّ لنا، ولا يكفي أن نسمّى باسمه، وندعى مسيحيّين.هذا لا فائدة له إذا لم نكن مؤمنين قولًا وفكرًا وفعلًا.يمقت الله الرياء.لا يمكنك أن تقول للربّ أنا أعمل في حقلك ولا تمضي إلى الحقل للعمل.سيرى له عمّالًا حقيقيّين أمناء يعطيهم مكانك.يأتون من أماكن لا تتوقّعها.

~الفكرة الرئيسة~

مثل بابل، تبنّى يعقوب/إسرائيل حكمة ومعرفة زائفتين، وراح يحلف باسم الربّ زورًا.ويزعم أنّه من سكّان بيت الربّ فيما هو يقترف الخطايا.الربّ يعرف وسيعاقب.

~صلاة~

اجعلنا أن نكون لك قولًا وفعلًا، وعلمنا يا ربّ أن نحفظ لساننا من الشرّ وشفتينا من التكلّم بالغش.

~قرار اليوم~