مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

بطالة الاتّكال على حكماء هذا الدهر(إشعيا47: 13-15)

~النص البيبلي~

13أتعَبَتْكِ كثرَةُ المُشيرينَ.أينَ راصِدُو الأفلاكِ، النَّاظِرونَ في نُجومِ السَّماءِ، المُنبِئونَ عِندَ رأسِ كُلِّ شهرٍ، أينَ هم فليَأتوا ليُخلِّصوكِ ممَّا هوَ آتٍ علَيكِ!14ها هُم يَصيرونَ كالقَشِّ، تَحرِقُهُمُ النَّارُ، ومِنْ يَدِ اللَّهيـبِ لا يَقدِرونَ أنْ يُنقِذوا أنفُسَهُم.لا يَبقى مِنهُم جَمرةٌ للتَّدفِئَةِ ولا نارٌ للجُلوسِ حَولَها.15هذا مَصيرُ الّذينَ أغرَوكِ، ومُنذُ صِباكِ يُتاجِرونَ بِكِ.هاموا كُلُّ واحدٍ على وجهِهِ، وما بقيَ مَنْ يُخَلِّصُكِ.

~شرح النص~

ينتقل الكاتب من الكلام عن ضلالة حكمة بابل ومعرفتها المشوّهة الملتوية، إلى الكلام عن كذب حكمائها وفنائهم.يصوّر الكاتبُ بابل كفتاة صغيرة أميرة في منزل أبيها الملك، وقد استقدم الأبُ لتعليمها وتربيتها حكماء وراصدون ومعرّفون.

غير أنّ هؤلاء كانوا فاسدين، وعلّموها أسوأ الحكم.تحمل هي تبعات سوء تعليمهم، وهم يحملون ذنبهم وإثمهم، وعواقب كذبهم.وفي النهاية تفنى بابل لضلال حكمتها ويفنى المعلّمون لغشّهم وخداعهم.

نحن هنا، في السياق عينه الذي رأيناه في الفقرة السابقة.الحكمة البعيدة عن المعرفة الإلهيّة، والتي تستند إلى الشريعة كقاعدة لها، وقلب الشريعة، أن ترأف بالمساكين وتحسن إلى المعوزين، وتعمل لأجل السلام، لا لأجل الحرب، وتنظر إلى اليتامى والأرامل وفقراء الأرض.

غير أنّ حكماء بابل علّموها الظلم والشرّ.ينقلنا الكاتب بهذا أيضًا إلى السبب الذي لأجله أيضًا عاقب الربّ“يعقوب”.قال إشعيا في بداية كتابه إنّ الجسد كلّه مريض من أسفل القدم إلى الرأس، وقد عوّج القيّمون على العدل والقضاء، والرؤساء ظلموا وتمرّدوا، والأنبياء كذبوا.

إذًا، المشكلة هي نفسها في بابل وفي أورشليم.والعلاج هو نفسه، أن يعود الجميع إلى الحكمة الإلهيّة، وأن يتعلّموا كلمة الربّ ويعملوا بها.فلنتذكّر أن خروج الأرض من خرابها ودمارها، في قصّة الخلق في تكوين1، كان بالكلمة والحكمة الإلهيّتين، اللتين جعلتا كلّ شيء جديدًا وأعادتا إلى الأرض حياتها بعد موت، وحسنها بعد خواء.

~تأمل في النص~

أن نعلّم وأن نتعلّم أمران فيهما المسؤوليّة بقدر كبير.كيف ننقل إلى غيرنا حقيقة الأمور، لاسيّما من جهة الكتاب الإلهيّ، وكيف نتلقّى من غيرنا هذا التعليم.يترصّد الضلال في كلّ وقت، وهو كالوحش الرابض يريد أن ينقضّ، لينشر الجهل.الجهل، كما يقول سفر الأمثال، هو أصل الشرور.والغباوة خراب للحياة.

~الفكرة الرئيسة~

خطـأ الحكماء والمعلّمين وأصحاب الكلام.التعليم المنحرف يجعل من الخير شرًّا ومن الشرّ خيرًا.

~صلاة~

أنت معلّمنا الأوحد، وليس لنا على الأرض معلّم إلاّ كتابك الإلهيّ.أنرنا لنقوم نحن بمهّمة التعليم والعلم بأكمل وجه.

~قرار اليوم~