(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
الاضطهاد في الكتاب المقدّس يعني المبالغة في ظلم إنسان وإذلاله بسبب الاختلاف الدّيني، العرقي أو السياسيّ. من هذا المنطلق، ظنّ البشر أنّه يحقّ لهم أن يحكموا على كلّ من تسوّل له نفسه عبادة أيّ إلهٍ آخر غير إلههم.
وقد تزامن الاضطهاد، مع بدايات وجود الإنسان، ورافق كلّ الشعوب حتى التي آمنت بالإله الواحد (لا 1:20 – 2). وقد قال يسوع للفرّيسيّين: "فتشهدون على أنفسكم بأنّكم أبناء الذين قتلوا الأنبياء . وقد واجهت الكنيسة كلّ أنواع الاضطهادات فكانت منذ تأسيسها في مهبّ العاصفة.
فقُبض على بطرس ويوحنا (أع 1:4 – 22)، وقُتل إستفانوس الشهيد الأوّل في المسيحيّة (أع 8:6 ، 6:7).
كلّ هذه الآلام وغيرها، لم تصدم أبناء الكنيسة، لأنّ يسوع كان قد سبق وأنبأ بها (أع 22:14)، لا بل دفعت بالمسيحيّين إلى تشجيع بعضهم البعض، ليتمكّنوا من الصمود في وجه المضطهدين وينالوا الطوبى التي وعدهم بها يسوع. فنجد بولس وبرنابا يشدّدان عزائم التلاميذ ويشجّعانهم بعد عودنهم إلى أنطاكية في سورية فيقولان لهم: "لا بدّ من أن نجتاز كثيرًا من المصاعب لندخل الملكوت". ويوحنا في كتاب الرؤيا يشجّع أبناء الكنائس السبع لا بل يشاركهم معاناتهم: "أنا يوحنّا، أخاكم وشريككم في المحنة والملكوت والثبات في يسوع ".
تأمل في النص
تأتي هذه الطوبى في ختام تعليم يسوع على الجبل، وكأنّه يعلن: إن عشتم بحسب متطلّبات هذه الشريعة، لا بدّ لكم من أن تعانوا الاضطهاد والألم والرفض...فالمسيحيّة تعيش عكس مفهوم العالم، لذلك يرفضها العالم ويحاول جاهدًا طمسها، لأنّ ما تحمله هو الحقيقة، والحقيقة غريبةٌ عن منطق هذا العالم الذي يعيش في الكذب والنفاق والفساد والمصلحة. والحال فإنّ الناس لا يحبّون ما هو غريبٌ عنهم. المسيحيّ يعيش على مثال معلّمه، يناصر الفقير والمظلوم، الجائع والمريض، لذا فهو يزعج العالم الذي تسيطر عليه ذهنيّة الأنانيّة، والمصلحة والاستهلاكيّة. بهذا المعنى قال يسوع لتلاميذه في إنجيل يوحنّا: "أنتم من العالم ولستم من العالم" (يو 19:15).
الفكرة الرئيسة
مكافأة المضطهدين هي ملكوت الله كما هي مكافأة "فقراء الروح". سبق الرب ونبّه إلى أن العالم لا يطيق ما ورد في التطويبات فلا بدّ له إذًا من أن يَضطهِد من يحياها كيلا تفضح ما يعيشه من فساد.
صلاة
ساعدني يا رب أن أذكر دومًا أن هدفي هو "ملكوت السماوات"، وأنه معدٌ لمن يصل إليه بالرغم من الطريق الشاقّ والصعب. أعطني روحك القدوس يعضدني في جهادي للدخول من "الباب الضيّق" لأنّه طريق سالك لمن يريد ويؤمن ويسعى. آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More
Related Plans

Acts Reading Plan

A Kid's Guide To: Learning to Be Brave Through Followers of Jesus

Reputation

Find Your Way

Center of It All

Truth to All Generations by Vance K. Jackson

Bible for Children

Titus: Do What God Says

Alive and on Fire - a Video Devo With Illusionist, Dustin Tavella
