(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

كلمة الإنجيل هي كلمة الله، وهي تحوّل وتغيّر وتخلق من جديد، ولو بدت أحيانًا مزعجة لأنّها تكشف للإنسان حقيقة ذاته. لكنّها كلمة مفعمة بالفرح الكبير لأنّها كلمة رجاء تؤكّد للإنسان أنّه يستطيع بقدرة الرب، أن يكون على صورة أبيه الذي خلقه على مثاله.

الآيات 13 – 16 هي خاتمة التطويبات. فعلى الرغم من حالة القلق وعدم الاستقرار التي تحملها شريعة يسوع الجديدة (آ 11) جرّاء التعبير والاضطهاد وكلمات السوء، إلّا أنّ باكورتها دعوة إلى الفرح والبهجة لأنّ شخص يسوع القائم من الموت هو المحور.

استخدم يسوع صفتين للإنسان الذي يحيا بحضور الرب: ملح للأرض ونور للعالم.

هو ملح الأرض، مع العلم أنّ قيمة الملح ليست في ذاته، بل تكمن قيمته في أنّه يضيف النكهة على ما هو موجود. فدور المسيحي ليس بتغيير الناس في الدنيا بل بتغيير نكهة هذه الدنيا ومعناها. وهو نور العالم، مع العلم أنّ قيمة النور تقوم من جهة على وجود من يرى ومن جهة ثانية على وجود أشياء تُرى. لا يغيّر النور شيئًا من الموجود بل يوضّح صورة ما هو موجود.

وهكذا المسيحي، لا يحيا لأجل ذاته بل للآخرين.

تأمل في النص

وصفة "ملح الأرض" تنفي تفوّق المسيحي في الأهميّة على غيره لأنّ رسالته هي أن يضع نكهة المسيح في العالم أي أنجلة العالم. وتأتي صورة النور لتؤكّد صورة الملح وتوضحها.

فالمسيحي ليس سوى انعكاس لنور يسوع لأنّ يسوع هو النور الحقّ، فكلّما اقترب الإنسان منه، استمدّ منه النور لكيّ ينوّر الطريق للآخرين فيرى العالم مجد الله )آ 12 ( أي الأعمال الصالحة، ويمجّدوا الآب السماوي.

الفكرة الرئيسة

ليست قوة المسيحيّين في تفوّقهم العددي، ولا في تفوّقهم العلمي والماديّ الاقتصادي في العالم... إنّما في قدرتهم على تغيير نكهة هذا العالم بتغيير جوهره، كما في قدرتهم على تغيير النظرة إلى الكون والإنسان. كلّما كان المسيحيّون أقرب إلى المسيح، كلّما استطاعوا ذلك.

صلاة

أعطنا يا يسوع نعمة التقرّب منك كلّ يوم أكثر. أعطنا نعمة الاستقاء من تعاليمك ما يجعل منّا ملحًا يحسّن الموجود، ونورًا يساهم في الإضاءة على الحقّ. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم