(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

كان القتل، بحسب الشريعة، يستوجب حكم القضاء. أما بالنسبة ليسوع، فالغضب يستوجب جزاء القتل، لأنّ نتيجة الغضب هي القتل. فالعنف في التعامل مع الآخر يقود إلى قطع العلاقات التي ينتج عنها قطع الحياة. والقتل لا يكون بالأدوات أو بالفعل فقط بل بالكلمة الغضوبة التي تجرح، وتقتل الكرامة الإنسانيّة في الإنسان الآخر. عقاب القاتل هي نار جهنّم أي بلوغ اللاحياة والزوال. لكن الرب يشفي ويقود إلى الحقيقة ويدعو إلى الصبر على الذات والوعي أنّ هذه الحياة هي طريق فيها نتقدّم، وأثناءها يطلب منّا مصالحة بعضنا البعض قبل البلوغ إلى القضاء.

تأمل في النص

هذه الآيات هي دعوة إلى ترسيخ الخير والمصالحة والمحبّة في الحياة (آ 24) " إذهب وصالح أخاك". يسوع يعلّم أن قيمة القربان الذي يُقدّم تكمن في أنّه يربط حياتنا بالله. ولكن حياتنا مرتبطة أيضًا بإخوتنا البشر. فالرب لم يأتِ ليدين لأنّه "أب"، ولكن الحقد الذي في القلب هو ما يؤدّي بالإنسان إلى مصير بعيد عن الآب الرحيم. إنّ الحياة قصيرة، ولذلك فإنّ إرادة يسوع هي أن نتحوّل يوميًّا إلى أناس روحانيّين (آ 25) سارع إلى إرضاء خصمك ما دمت معه في الطريق"، نحترم فرادة فرادة كلّ إنسان في عينيّ الله. ما يريده الرب هو ردم هوّة الحزن والكراهية والحسد والجراح الناجمة عن النعوت الجارحة بيننا وبين الآخرين شاكرين الله سوّية: "ما دمنا معه في الطريق" (آ 25).

الفكرة الرئيسة

المطلوب من كلّ إنسان مسيحي ليس مجرّد عدم القتل، بل اعتبار كلّ إنسان أخ رفيق على الطريق نحو الله، وشريك في تمجيده وشكره.

صلاة

أعطني يا رب نعمة الوعي لما أقول وما أفعل فلا أتصرّف إلّا بحسب محبّتك والمغفرة التي طلبتها منّي. أعطني نعمة الوعي أن طريقي في هذه الحياة هي نحوك وإليك، وأنّ عليَّ أن أصل مع إخوتي البشر. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم