(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

مع يسوع ندخل مدرسة البنوّة لله الآب. فنحن مدعوّون إلى الكمال على مثال كماله، وإلى التفوّق على المستوى البشري بعيدًا عن منطق المقايضة. نحن مدعوّون إلى محبّة الأعداء، والصلا  من أجل مضطهدينا.

كلمات الرب تقودنا أكثر فأكثر إلى أبعد مّما نظنّ أنّه قدرة البشر. فأن نبتعد عن القتل والزنى والكراهية شيء صعب لكنّه طبيعي؛ وعدم مقاومة الشرّير صعب القبول؛ لكن محبّة الأعداء والمضطهدين... فتبدو أكبر بكثير من القدرة البشرّية. ومع ذلك فإن هذا ما يطلبه يسوع... "لتكونوا أبناء أبيكم" .

بأيّة جرأة يؤكّد الرب أن الناس يمكن أن يكونوا "أولاد الله الآب !" بأيّة جرأة يؤكّد أنّنا قادرون أن نتصرّف كما يفعل الله بالذات!

يفعل يسوع ذلك لأنّه يعرف أنّ الله قادر أن يجعل منّا صورته، وأن يطبع في حياتنا العادات الإلهيّة، في كلامه، لا يدعونا يسوع إلى المساواة مع الله، كما يفعل الشرّير المجرّب، بل يدعونا لنحيا حقيقة كوننا "أولاد الله". يثق بنا ثقة عمياء عندما يطلب منا تنفيذ هذه المسؤوليّة الصعبة. يا لها من كرامة!

بهذه الكلمات ينهي يسوع تعليمه عن الشريعة. يقودها إلى ملئها ويجعلها شريعة نبوّية وتشبّهًا بالآب "الذي في السماوات" .

تأمل في النص

لتوضيح صورة الله محبّ البشر أجمعين يضع يسوع أمام أعيننا طريقة الله في التصرّف: "يطلع شمسه على الأشرار والصالحين !"

اعتدنا أن نستعمل الأشخاص والأشياء لمصلحتنا الخاصّة، وها يسوع يضعنا أمام أنفسنا لنعود ونكتشف قيمة الأشخاص، وقيمة الطبيعة. إنّ محبّة الله شاملة، تصبر على الجميع دون حدود، لأنّه الرحيم على كلّ خلقه... لكنّنا لا نفهمه.

نتّهمه تارّة بأنّه متساهل مع الأشرار؛ ونتّهمه تارّة أخرى بأنّه عاجز لا يتدخّل. أما يسوع فيدعونا لا إلى جعل الله على صورتنا، بل إلى دخول عالمه فنكون نحن على صورته فنتشبّه بصبره ومحبّته ورحمته.

الفكرة الرئيسة

"كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماوي كامل". هذا هو مختصر الشريعة الجديدة التي أرساها يسوع لا على حرف وكلمات، بل على قبول المؤمنين بأن يكونوا أولادًا لله يتشبّهون به حتى الكمال.

صلاة

ساعدني يا ربّ كي لا أكتفي بتتميم الوصايا الطبيعيّة، بل أن أتوق إلى الكمال فاستحقّ أن أكون من أولادك، وأمجِّد اسمك وصورتك في هذا العالم. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم