(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

هذه هي الصلاة الوحيدة التي تركها لنا يسوع.

في حين كان التلاميذ اليهود ملمّين بفنون الصلاة التقليدّية، لا يعلّم يسوع تلاميذه أن يصلّوا كسابقيهم، بل يعلّمهم صلاة حياتيّة عاشها هو بالذات في كل تفاصيل حياته ليشركهم في بنوّته للآب. لا يكتفي بإرساء طريقة جديدة للصلاة تنبع من القلب وتتوجّه إلى الآب الخالق، بل يتطرّق إلى ماهيّتها فيجعلها من سبع طلبات هي: ليتقدّس اسمك؛ ليأت ملكوتك؛ لتكن مشيئتك؛ أعطنا خبزنا؛ إغفر لنا؛ لا تعرّضنا للتجربة؛ نجّنا من الشرير.

أوّل ما يعلّمنا الرب يسوع هو مناداة الله ب "أبانا"، ثمّ يعطي الطلبات الثلاثة الأولى المتمحورة حول علاقة كلّ إنسان مؤمن بالله.

من خلال الطلب الأوّل: "ليتقدّس اسمك" يطلب المصلّون الوعي إلى حضور الله معهم. هو العمانوئيل الحاضر لشعبه. فحين يقدّس الله اسمه فينا نصبح مقدَّسين، فتتحوّل حياتنا إلى شهادة لحضوره فينا. ومن خلال الطلب الثاني: "ليأتِ ملكوتك"، نطلب الوعي لحضوره فينا، بحيث يصبح هذا الحضور هو الغالب على هذه الأرض. وفي الطلب الثالث: "لتكن مشيئتك"، تأكيد على أنّه عندما يتقدّس اسم الله في حياتنا اليوميّة، وعندما نعمل ليحلّ ملكوته ملكوت العدالة والسلام والمحبّة والصدق، تصبح الأرض مثالًا لما في السماء.

تأمل في النص

بالرغم من خطايانا وعاهتنا ونقائصنا، يحثّنا يسوع أن ندعو الله، السرمدي الذي لا يسبر ولا يدرك ولا يستقصي: "أبانا". فالله يتبنّانا كما نحن!

والله هو "أبانا" وليس "أبي". إنه من يدعونا إلى الوعي أنّ البشرّية عائلة واحدة الجميع فيها إخوة. فالصلاة، وإن فردّية، تحمل في جوهرها العالم بأسره.

يتقدّس اسم الله فينا، لأن السماوات ليست بعيدة بل هي في داخلنا إذا قبلنا حضور الله في حياتنا. يتقدّس فينا فتتقدّس تصرفاتنا وتتحوّل حياتنا إلى صلاة دائمة.

إنّ الملكوت يبدأ منذ الآن. بالمؤمنين ينتهي العالم البعيد عن الله فيأتي ملكوته بعد أن تنتهي أزمنة الكراهية والشرّ. إن إرادة الله هي أن تتحوّل تفاصيل حياتنا إلى ملكوت السماء.

الفكرة الرئيسة

نحن أولاد الله الخالق، إخوة وأخوات متساوين أمامه، مسؤوليّتنا هي أن نقبل الله في حياتنا فنتحوّل في كلّ تفاصيل الحياة إلى خميرة تخمّر المكان والزمان. بهذا يتقدّس البشر وتتقدّس الأرض فتتحوّل إلى السماء.

صلاة

أعطنا يا ربّ أن نعرف عظمة المجد والكرامة التي وهبتها لنا عندما جعلتنا أولادك. أعطنا أن نعرف عظمة المسؤوليّة التي أوكلتنا بها لنشاركك في إكمال الخلق وإتمامه بجعل الأرض سماء. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم