(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

المال وهمّ كسب العيش، إضافة إلى هموم تأمين الغد، هو أكثر ما يشغل البشر، حتى يجعلهم ينسون المعنى الأوّل للحياة والهدف في السعي للحياة الأبدّية.

لا بدّ للإنسان من الاهتمام بتأمين ضروريّات الحياة، وقد أُعطي الإنجيل ليُعاش على هذه الأرض حيث للاقتصاد والمال مكانة مهمّة، لكن ما يحذّر منه الرب هو عدم الاتّكال على العناية الإلهيّة. في كلامه يلفت يسوع الأنظار والانتباه، والقلب إلى الملكوت الذي نخاطر في تركه على هامش حياتنا، مع أنّه المطلوب الأوّل، قبل الكنوز الأرضيّة، لأنّه مكان الكنوز الحقيقيّة التي لا تُبلى مع بلاء المادّة.

لا يطلب الرب من الناس عدم البحث عن خيرات هذه لأرض، بل يذكرهم بدعوتهم السماوية. منذ الآن يطلب يسوع من الناس أن يعيشوا تحت أنظار الآب السماوي. فإن كان من الطبيعي لنا أن نبحث عن قوّتنا وعن الأموال والخيرات، فإنّه من غير الطبيعي للمؤمنين أن لا يهتمّوا بالحفاظ على أمانتهم لله. فالسؤال إذًا هو: أين هو قلبنا؟

تأمل في النص

نظرتنا إلى الحياة هي التي تحدّد خياراتنا وقدرة التمييز في حياتنا. من خلال نظرتنا نُعطي قيمة للأشياء فلا نعود نرى إلّا ما نشتهي، فيصبح الُمشتهى هو السيّد الأوّل.

لأنّ الحياة على هذه الأرض عبور، يطلب الرب من تلاميذه التمييز بين المهمّ والأهمّ أي تصنيف الأولوّيات. عاش يسوع في كنف عائلة وعمل؛ عرف الوضع الإنساني الصعب، وعانى معركة الضائقة الاقتصادّية، وبدلًا من أن يتكلّم عن الكنز، ها هو يكلّمنا عن مكان الكنز لأنّ إرادته هي أن تكون الأولوّية لتأمين الحياة الأبدّية والتوق إلى السماء.

فحاجات الأرض مهمّة ولكن ليست الأساسيّة. فتصنيف الأولوّيات يوّلد اختلافًا جذرًيا في طريقة العيش للمادّيات ولاستعمالها. هكذا يفهم الإنسان أنّ المال وسيلة ولكن ليس ركيزة، هو خادم جيّد ولكنّه سيّد ظالم. ودعوة يسوع لتلاميذه هي لعيش الأمانة للرب والانتباه لحضوره.

الفكرة الرئيسة

نظرتنا إلى الحياة تحدّد أولويّاتنا والمعنى لما نعيشه. المهمّ أن نعلّق نظرنا بالأبديّة فيتوق إليها قلبنا وتكون هي المقياس الذي نميّز على أساسه خياراتنا في تفاصيل أيّامنا كلّها.

صلاة

أعطني يا رب عينًا نيّرة وبصيرة واعية فأعرف أن أختار الكنز الذي لا يزول، ولا يكون من سيّد في حياتي سوى إرادتك القدّوسة. آمين.

خذ قرارًا الهذا اليوم