(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

في كامل الفصل السادس، تناول القديس متى علاقة الإنسان بالله، وها هو يختمه ببشرى فرح مفادها أنّنا أولاد الآب، الذي ينتبه لأدنى تفاصيل حياتنا اليوميّة. ننتفض أمام طلب يسوع بأن لا نهتمّ لأمر الغد، ونستهجن إرادته أن لا تقلق لما سنأكل وما سنلبس وكيف سنحيا، فيبدو لنا التشبّه بالعصافير مزحة لا يمكن أن نأخذها على مأخذ الجد.

يولد الإنسان وكأنّه الخليقة الأضعف، فيستعمل عقله وذكاءه ليواجه حاجاته ويلبّيها. خلق الحضارات وقام بالمشاريع على أنواعها ورسم الخطط الاقتصادّية والعلمية... وحقّقها فكيف يمكن لنا أن نكتفي بمثل العصافير؟ لكن يسوع لا يقول لنا: "تشبّهوا بالعصافير، أو بالزنابق "، بل: "أنظروا". كان قد علّمنا أهميّة العين لنستطيع أن نرى بطريقة صحيحة لتمييز الأساسي وفهم معنى الوجود. وها هو يدعونا الآن إلى التأمّل والفهم. يذكّر بأنّ الله أب، وبأنّ الكون لا يوجد ولا يثبت بالصدفة. يذكّر بأنّ محبّة الآب حاضرة في الكون وفي تاريخ البشر كما في التاريخ الشخصي لكلّ إنسان. والمطلوب أن نعود إلى الثقة بربّ الحياة، وبمستقبل الحياة. "لكلّ يوم من المتاعب ما يكفيه "والقلق يجعل من الحياة يأسًا وحزنًا دائمًا فيما المسيحيّون مدعوّون إلى الفرح الكامل.

تأمل في النص

يحيا عالمنا في جوّ عارم من الضغوط والإجهاد يجعل الناس يعيشون قلقين خائفين غير مستقرّين... متّكلين على الأدوية المهدّئة للأعصاب. أمّا يسوع فيقدّم لنا طريق الحرّية الداخليّة.

يؤكّد للجميع أنّ القلق لا يفيد الحياة ولا يسمح للإنسان بالتقدّم والنموّ لأنّ الأمور المهمّة في الحياة لا تتعلّق به.

فلنتذكّر دومًا أنّ الله أبٌ يهتمّ بكلٍ من أولاده. لكلّ إنسان قيمة كبرى في نظره. لا يزيل من أمامهم المصاعب، لكنّه يرسي سلام القلب والطمأنينة.

الفكرة الرئيسة

ما دعوة الإنسان إلّا إلى الاستسلام بين يديّ الآب والاتّكال على عنايته الرحيمة.

ليس المطلوب عدم الاهتمام بحاجات الحياة اليوميّة، بل ترتيب أولويّات خياراتنا اليوميّة: "أوّلًا ملكوت الله ومشيئته ".

صلاة

حضورك يا رب في حياتي حضور الخمير الذي يخمّرها كلّها. ساعدني لأرتّب أولويّاتي بحسب مشيئتك وأطمئنّ إلى حضورك الفاعل لما فيه خير البشرّية. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم