(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

من غير المقبول الغلط فيما هو الأهمّ بنظر الله. يظنّ الإنسان أنّ المهمّ هو الأحداث الدينيّة لخارقة مثل التنبّؤ بالمستقبل وطرد الأرواح الشرّيرة وصنع الأعاجيب الغريبة... لكنّ الرب يؤكّد بأنّ هذه، وإن كانت باسم المسيح، ليست جوازًا لدخول الملكوت. إن من يبحثون عمّا هو غير عادي، مثل الرؤى والظهورات والشفاءات، ليتأكّدوا من رضى الله عنهم هم في ضلال روحي.

كلّ هذه الأمور موجودة لأنّ الله على كلّ شيء قدير، يستعمل كلّ شيء لتوعية الإيمان وتثبيته، لكنّها ليست شرطًا للإيمان ولا هدفًا له.

إنّ إرادة الله على الناس هي أن يسمع الناس كلامه ويطبّقونه عمليًّا في حياتهم، لا أن يعيشوا في وهم الخوارق والماورائيّات. ويؤكّد يسوع أن الأنبياء، كما الذين يعمل الله الأعاجيب بواسطتهم ليتجلّى للعالم، يمكن أن يضلّوا. فأن يشاركنا الله في مهمّة ظهوره للعالم لا يجعلنا بمنأى عن خطر الضّلال.

إنّ دخول الملكوت لا مفتاح له سوى الحياة الأمينة لإرادة الآب طبقًا لتعاليم المعلّم الرب يسوع المسيح. باب الملكوت هو حياتنا اليوميّة بتفاصيلها وليس في الخوارق والمشاعر.

تأمل في النص

"كلمتك مصباح لخطواتي". كلمة الله تبقى المرجع والدليل الوحيد لاتباع يسوع. بذلك يشرق نور الإيمان وتنقشع ظلمات الحياة لتتحوّل إلى فعل محبّة يوميّة ورجاء بالحياة الأبدّية.

إنّ أعجوبة الحياة الروحيّة ليست معجزة خارقة للزمان والمكان بل هي تجذّر يوميّ لبنوّتنا لله الآب؛ ليست علاقة مشاعر وأحاسيس روحيّة تجعلنا نظنّ بأنّ علاقتنا بالله علاقة وطيدة، بل هي أفعال محبّة تتجسّد رحمة ومغفرة وخدمة وعطاء حتى بذل الذات.

دخول الملكوت هو قبول حضور يسوع الدائم في حياتي والاّتحاد به منذ الآن. هو طريق صعب ومُكلف لأنّه يُلزم تفاصيل الحياة الشخصيّة، ولا يكتفي بالانتماء الفارغ من كلّ مسؤوليّة، والمبنيّ على ترداد الكلمات.

الفكرة الرئيسة

ما ينتظره الله من المؤمنين هو ثمار الروح القدس. فكما كان يسوع طائعًا لإرادة أبيه، ينتظر منّا الآب أن نقتدي بالابن فنكون أولادًا نحمل في العالم صورته وننقل محبّته.

صلاة

إجعلني يا ربّ أمينًا لإرادتك في تصرّفاتي كما في أقوالي، لاستحقّ أن أعرفك كما تعرفني، وأؤهّل للقائك في ملكوتك. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم