(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يمثل تكوين 38 إصحاحًا معزولًا ومنفصلًا عن محيطه وسياقه، حيث أنه لا يرتبط بقصة يوسف لا من قريب ولا من بعيد، سوى أنه يدور حول أحد إخوته، لا بل وأشهرهم، يهوذا. ويتميز النص بأنه يفترض شريعة إقامة نسل للأخ أو القريب الميت، رغم عدم ورودها إلَّا في مرحلة لاحقة في التوراة (تث 25 : 5– 10). لكن الملاحظة الأهم هي أن النص لا يتضمن أية لا إدانة فعلية لثامار وفعلتها،

ولكنه على العكس من ذلك يقوم بمقارنة جرمها الصغير بالجرم الكبير ليهوذا، الذي يعلن صراحة أن كنته رغم زناها هي أبر منه (آ 26). وبذلك تتبنى قصة يهوذا وثامار موقفًا متميزًا جدًا من مفهوم البر أمام الله، حيث يعطى الكثير من الأهمية للاهتمام بالأرامل (أي 31 : 9– 23)، وثامار ما هي سوى أرملة تصارع لتحصيل أبسط حقوقها في مجتمع خارق في الذكورية. وحيث أن القصة تتحدى مفهوم الأخلاق السائد، فتعتبر بأن خطيئة ثامار، ورغم كونها من النوع الذي يحب "الصالحون" عادة أن ينتقدوه ويدينوه (غش وخداع وزنى)، هي أقل بكثير من خطيئة يهوذا التي لا يدينها المجتمع عادة، والتي تتلخص بالأنانية وعدم المبالاة. وهذا المفهوم للبر الذي تتبناه القصة هو نفس مفهوم البر الذي يتبناه وينادي به فيما بعد يسوع وبولس (مت 5: 17 – 20 ؛ رو 10 : 1– 13). لا بل من هذه الثامار وهذا اليهوذا، ومن هذه العلاقة غير الشرعية والمدانة يأتي داود ومن بعده يسوع.

تأمل في النص

تتحدى قصة يهوذا وثامار المفهوم السائد للبر والخطيئة، وتعتبر بأن الوصية الأهم هي المحبة وأن كسر تلك الوصية وعدم عيشها أخطر بكثير من كسر شرائع وفرائض الناموس أو تقاليد وقيم المجتمع. تكوين 38 تدعونا لنقف وقفة صدق فنرى الخشبة التي في عيننا قبل أن ندين القشة التي في عين الآخرين حولنا (مت 7: 4– 5)، ولندرك ونقبل أننا نؤمن بإله يحقق مشيئته حتى من خلال من نعتبرهم الأكثر بعدًا عنه.

الفكرة الرئيسة

المحبة هي المقياس الأهم للبر أمام الله، الذي يعمل في حياة ومن خلال خليقته بطرق تتجاوز قدرتنا على الفهم والإدراك والقبول.

صلاة

أعطنا يا ربنا أن نعيش محبتك في كل حين، ونكون وسائط لنقل نعمتك ومتلقين لتلك النعمة لكل ومن كل ما وما حولنا.

خذ قرارًا لهذا اليوم