(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

في تكوين 41 : 9– 36 ، يخرج يوسف من السجن لكي يحل مشكلة فرعون وامبراطوريته بالاعتماد على حكمة الله وقوته. وهكذا، في الوقت الذي يفشل فيه فرعون وكل حكمة مصر في تفسير الحلم، يقوم يوسف، العبد العبراني السجين والمنبوذ من إخوته ومن ثم من رئيس خدم فرعون والمنسي من رئيس سقاة فرعون، باستخدام موهبته التي منحه إياها الله في تفسير الأحلام لتفسير حلم فرعون، مؤكدًا على عجز الامبراطورية أمام قدرة الله الذي يعمل حتى من خلال أضعف خلائقه.

ففي تك 41 : 9 يتم تذكر يوسف المنسي (40 : 23)، الذي يستطيع أن يفعل ما يعجز فرعون عن القيام به، حيث يستطيع أن يتفاعل مع إرادة الله، ولا يكتفي فقط بتفسير الحلم وإعلان إرادة الله، لكنه يقدم استراتيجية للتجاوب مع تلك الإرادة (آ آ 25 – 36)، مؤكدًا في كل ذلك على نسب السلطة والقدرة لله ووضع التركيز كله على الله (آ آ 16 ، 25 ، 28 ، 32).

تأمل في النص

يؤكد تك 41 : 9– 36 أن من يعتمد على قدرة الله ونعمته هو وحده من يستطيع أن يتجاوب مع إرادة الله، يدخل إلى عمقها ويتفاعل معها، وأن الله يعلم بحسب توقيته هو، ويتدخل في الوقت الذي نظن فيه أنه قد تخلى عنا أو نسينا، ليعمل في حياتنا ومن خلالنا ويدعونا لنضع تحقيق مشيئته وإعلان مجده في مركز حياتنا. كما أن القصة تتفق مع الكثير من النصوص الكتابية في إعلان أن الله يخلق واقعًا جديدًا في مواجهة ما هو سائد، وتعلن أن مشيئة الله في خلق ذلك الواقع تعمل من خلال الانسان وتتفاعل معه (تك 41 : 33 – 36). وتعلن القصة أن الله كثيرًا ما يستخدم من يبدون وكأنهم ضعفاء وغير جديرون في إعلان وتحقيق مشيئته، لأن الحكمة التي يجب على الشخص المطلوب أن يتمتع بها هي الحكمة التي يمنحها الله والذي يثبت ضعف وعجز "حكمة هذا العالم" ( 1 كو 1: 20).

الفكرة الرئيسة

نحن نؤمن بإله أفكاره ليست أفكارنا ولا طرقه طرقنا (إش 55 : 8)؛ إله يعمل من خلالنا ويدعونا لنثق بقدرته ونعلن مجده في حياتنا ومن خلالنا.

صلاة

نضع أنفسنا يا ربنا بين يديك لتعمل في حياتنا ومن خلالنا وتقودنا لندخل إلى العمق في علاقتنا معك ولنعيش بأمانة في إعلان رسالتك والعمل على تحقيق مشيئتك في حياتنا وحياة كل من وما حولنا.

خذ قرارًا لهذا اليوم