(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

تمثل تك 42 : 9– 24 الجزء الذي يبدأ فيه تفاعل الواقع الجديد بين يوسف وإخوته. حيث يبدو يوسف كشخص حقود منتقم، يستخدم سلطته لينتقم من إخوته الذين أذوه ويرد لهم جزءًا من الألم الذي سببوه له. ويقف الاصحاح 37 في خلفية هذا الجزء بشكل واضح، حيث أن تك 42 : 9 تعلن أن ما يحرك يوسف في تعاطيه مع إخوته هو تذكره لأحلامه في تك 37 ، في حين تضل 42 : 21 – 22 أن مؤامرة الإخوة ضد يوسف وخداعهم لأبيهم (تك 37) تسيطر عليهم بشعور دائم بالذنب تجاه أخيهم يوسف وأبيهم يعقوب وقلق واهتمام لا بل وهم مستمر بحالة أبيهم. وفي ذلك السياق، يظهر تك 42 : 9– 24 تغيرًا جذريًا في صفات وتصرفات إخوة يوسف الذين يتصرفون بشرف ومحبة ووضوح.

ومن الملفت للنظر أن النص يقدم اتهام يوسف لإخوته بأنهم جواسيس كاتهام ضعيف لا أساس له، وبشكل يصبح معه من الواضح أن النص يريد أن يظهر سلطة يوسف المطلقة وقدرته على البطش والانتقام والطريقة التي سيتعامل بها مع تلك السلطة والقدرة، وبشكل يصبه في إعلانه لمخافته لله (آ 18) موضع امتحان وتساؤل.

تأمل في النص

تكوين 42 : 9– 24 تمثل مرآة متميزة للطبيعة والعلاقات الإنسانية المعقدة. فيوسف الذي بيع عبدًا سيصبح سيدًا مطلق السلطان وقادر على الانتقام، وإخوته الذين كانوا قاسيين كاذبين يصبحون أشخاصًا شرفاء أمينين، ويتفاعل الجميع في واقع جديد.

من جهة أخرى، يطرح النص تساؤلات حول مفهوم عدالة الله الذي نتبناه، حيث يبدو النص وكأنه يقدم مفهومًا مباشرًا لعدالة الله التي تقوم على مبدأ الفعل ورد الفعل والثواب والعقاب. في النهاية، يظهر النص أن واقع الأمور كثيرًا ما يختلف عن ظاهرها الذي يمكن أن يكون خادعًا إلى أبعد الحدود، حيث يخفي يوسف خلف قناع الحاكم المستبد شخصية أخ حساس وحنون، وبشكل يدعونا لنحاول الدخول إلى عمق أي أمر قبل الحكم عليه.

الفكرة الرئيسة

تتميز طبيعتنا وعلاقاتنا الإنسانية بأنها معقدة إلى أبعد الحدود، بشكل يدعونا لنتجنب الحكم على الأمور من ظاهرها من جهة ولنحذر من اسقاط مفاهيمنا البشرية للعدالة على الله من جهة أخرى.

صلاة

أعطنا اللهم أن ندخل إلى العمق في علاقتنا بك وبكل من وما حولنا، فتمتلك فهمًا أعمق لك ولحياتنا برفقتك.

خذ قرارًا لهذا اليوم