(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

في تكوين 42 : 25 – 38 ، تشهد القصة مرحلة جديدة من التوتر والترقب، مع توريط يوسف لإخوته أكثر فأكثر في الفخ الذي ينصبه لهم. ومن الملفت للنظر أن إخوة يوسف يربطون ما يحصل معهم ويواجهونه بعمل مباشر من الله ضدهم كعقاب لهم على خطيئتهم تجاه أخيهم يوسف (آ 28)، التي يرونها على أنها المحرك الرئيسي لعلاقاتهم مع الآخرين كما مع الله. ومن الملفت للنظر أيضًا أن يعقوب بدوره يحمل بنيه مسؤولية كل ما يحصل (آ 36)، بما في ذلك ما واجهوه من مشاكل في مصر، رغم عدم ارتكابهم لأية خطيئة هناك ورغم التغير الكبير الذي ظهر على شخصياتهم في طريقة تعاملهم مع المشكلة بمحبة ووضوح وشرف (آ آ 9– 24 ).

في النهاية، لا بد لنا من أن نشير إلى ملاحظتين هامتين. الأولى هي أنه إذا ما كان الشعور بالذنب يسيطر على حياة إخوة يوسف، فإن الحزن يسيطر على حياة أبيهم يعقوب (آ آ 36 ، 38). أما الثانية فهي أن رأوبين يبرز مرة أخرى في النص (آ 37) كشخص مستعد لأخذ المبادرة لبذل نفسه لأجل آخرين (انظر 37 : 21 – 22 ، 29 – 30).

تأمل في النص

يتابع تكوين 42 في آ آ 25 – 38 رحلته في كشف الكثير من الجوانب الهامة عن الطبيعة البشرية وتعقيداتها. حيث يظهر لنا كيف أننا كبشر كثيرًا ما نعلق في مشاكل وأخطاء الماضي ونتركها تسيط على حياتنا في الحاضر والمستقبل، فنغرق في الشعور بالذنب أو بالحزن ونسمح لهما بأن يعميا بصيرتنا ويشلا حركتنا. كما يظهر لنا كيف أننا كثيرًا ما نستسهل لوم الله أو الآخرين على ما يحصل معنا وتحميلهم مسؤولية ما نواجهه من مشاكل وصعوبات، حيث يحمل يعقوب المسؤولية لأبنائه، في حين يحملها هؤلاء لله.

الفكرة الرئيسة

نحن نؤمن بإله الفرص الجديدة، الذي يدعونا بنعمته لكي، وإن كان علينا أن نتعلم من أخطاء الماضي، أن ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام.

صلاة

نقترب إليك يا ربنا بكل ما فينا من مشاكل وأخطاء ورواسب، سائلينك أن تملأ حياتنا بنعمتك الغافرة لكي نتجاوز ضعفاتنا ونتحمل مسؤولياتنا واثقين بأن لنا معك كل شيء قد صار جديدًا.

خذ قرارًا لهذا اليوم