(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

في الجزء الأخير من تك 44 (آ آ 13 – 34) يواجه إخوة يوسف السؤال الصعب حول كيفية التعامل مع مشكلة وجود كأس يوسف المفضل في عدل أخيهم الصغير بنيامين وما يعنيه ذلك من ألم ومعاناة تنتظران والدهم يعقوب. ومن الملفت للنظر أنه في تعاملهم مع هذه المشكلة يقدم الإخوة مجموعة أخرى من المفاهيم التي كانت ولا زالت شائعة في مجتمعاتنا الشرق أوسطية. 

فهم من جهة يظهرون اقتناعهم الضمني بعدم وجود أي مجال أو فرصة للمغفرة والبداية الجديدة (آ 16). وهم من جهة أخرى، يظهرون بعودتهم معًا وبخطاب يهوذا التعاضد والتكاتف الجماعي لسائدين في مواجهة أية مشكلة أو معاناة. وخطاب يهوذا من جهة ثالثة يقدم ما حصل مع يوسف بطريقة غامضة تخفي جرمهم ومسؤوليتهم عما حصل لأخيهم (آ 28)؛ الأمر الذي يعكس الأسلوب السائد بمحاولة التملص من المسؤولية والمحافظة على المظاهر.

في النهاية، بقي أن نشير إلى أمرين هامين في النص. الأمر الأول هو أن خطاب يهوذا يمثل تغييرًا واضحًا في موقف الإخوة العام، حيث يظهرون هنا نوعًا من الحرية واستعدادًا للتضحية في سبيل بعضهم البعض عوضًا عن التضحية ببعضهم البعض. أما الأمر الثاني والأخير فهو أن الوحدة تنتهي مع هذا النص بشكل مفتوح ودون وجود أي نهاية واضحة مع مرحلة انتظار للجميع، ليعقوب، للإخوة، لبنيامين، وللقارئ.

تأمل في النص

يقوم الجزء الأخير من الوحدة الممتدة من تك 42 إلى تك 44 (آ آ 13 – 34) بوضعنا في مواجهة العديد من المفاهيم السائدة في المجتمع والمفاهيم المسيحية التي علينا أن نعيشها. فهو من جهة، يضعنا بمواجهة المفاهيم السائدة من تمسك بالمجازاة وعدم ترك مجال كاف للنعمة والمغفرة والمحبة، ومن وجود درجة عالية من التعاضد والتعاون في مواجهة المشكلات، ومن حرصنا على اظهار صورة إيجابية ولو على أساس إخفاء الحقيقة. وهذا النص من جهة أخرى، يتحدانا لنكون مستعدين لأخذ المبادرة والمشاركة في تحمل آلام الآخرين لا بل وحتى بذل أنفسنا عوضًا عن آخرين على صورة إلهنا الذي تصل محبته لأن يبذل ذاته هو شخصيًا على الصليب.

الفكرة الرئيسة

يدعونا إيماننا دعوة واضحة ومباشرة لكي نتمسك بالمفاهيم المبنية على يسوع المسيح في مواجهة المفاهيم السائدة في المجتمع ولا تتفق مع ذلك الإيمان.

صلاة

نتضرع إليك يا ربنا أن تعطنا أن ننظر إلى مجتمعاتنا، واقعنا، مشكلاتنا وآلامنا، في ضوء إيماننا المرتكز على كلمتك وتقودنا لنعيش على مثال من أحبنا إلى المنتهى.

خذ قرارًا لهذا اليوم