(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

تبلغ قصة يوسف في سفر التكوين قمتها في تك 45 : 1– 15 ، حيث أن كل ما سبق هذا الجزء من القصة إنما كان يحضر له، وكل ما يلي يبني عليه. في هذا الجزء من القصة يكشف يوسف هويته الحقيقية لعائلته، وليس للامبراطورية (آ آ 1– 5)، ويأتي ذلك الكشف كإعلان أخبار سارة (إنجيل) لكل عائلة يعقوب، فالأخ الذي كان ميتًا عاش وكان ضائعًا وجد (قارن مع لو 15 : 32). وكما هو الحال، مع بشارة الإنجيل في العهد الجديد يمثل إعلان يوسف لهويته نهاية كاملة للماضي وانطلاق بداية جديدة بشكل كلي، وكل ذلك يأتي كعطية خالصة، كنعمة لا مستحقة.

وذلك التشابه بين الإنجيل الموجود في هذا الجزء من القصة وإنجيل العهد الجديد يشمل عدة نقاط أخرى. فخوف الإخوة وشللهم بالمفاجأة والرعب يشبه إلى حد كبير ما يحصل مع الكنيسة الأولى عند اكتشاف قيامة يسوع (مر 16 : 8؛ يو 20 : 25). وكما هو الحال مع يسوع المقام من الأموات، يدعو يوسف إخوته لئلا يخافوا )تك 45 : 5(. بالإضافة إلى ذلك، يركز يوسف على رؤية عمل الله وقصده في قلب ومن خلال ما يقوم به الإنسان ومشيئته تعمل خلف المشهد (آ آ 5– 8).

تأمل في النص

يمثل تك 45 : 1– 15 إعلان إنجيل بكل ما في الكلمة من معنى في قلب العهد القديم، الذي عادة ما يعتبر الكثير من المسيحيين أنه عهد اللا إنجيل. حيث يمثل النص إعلانًا صارخًا لعمل نعمة الله الذي يعمل في قلب واقعنا الإنساني بحسب قصده هو الذي غالبًا ما يكون غامضًا ومخفيًا عن عيوننا ولكنه يخلق ويبني، أيضًا غالبًا بشكل غامض ومخفي عن عيوننا، بداية جديدة لخليقة جديدة مبنية على نعمة الله وحدها في قلب ضعفنا وشرنا. ويدعونا تك 45 : 1– 15 أن نثق بعمل نعمة الله، نفتح عيوننا لنرى ذلك العمل وقلوبنا لكي نقبل ونصدق ذلك العمل ونتجاوب معه.

الفكرة الرئيسة

إلهنا هو إله النعمة غير المشروطة التي تصنع خليقة وبداية جديدة في قلب وعلى الرغم من ضعفنا وشرنا وعجزنا.

صلاة

أعطنا اللهم أن نرى وندرك عمل نعمتك في قلب ضعفنا وشرنا وعجزنا ونتجاوب مع ذلك العمل بأن نكون رسل حياة جديدة لكل الخليقة.

خذ قرارًا لهذا اليوم