(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

تمثل الإصحاحات الخمسة الأخيرة من قصة يوسف (تك 46 – 50) رحلة انتقال من الماضي إلى المستقبل، تبدأ بالنزول إلى مصر وموت يعقوب (تك 46 – 47) وتنتهي ببركة الأجيال القادمة والتحضير للخروج (تك 48 – 50). ومن الهام أن نلاحظ أنه مع تك 46 – 47 ينتقل التركيز من يوسف إلى يعقوب في مصر مع نوع من الاستعداد لسفر الخروج.

ويبدأ نقل التركيز من يوسف إلى يعقوب في تك 46 : 1– 7، والتي تتضمن الظهور الإلهي الوحيد والوعد الإلهي الوحيد في كل قصة يوسف واللذان يأتيان في هذه المرحلة المتأخرة ويعطيان ليس ليوسف ولكن ليعقوب. ويأتي ذلك الظهور الإلهي ليعلن تأكيد تفويض إلهي على النزول إلى مصر مع إعادة التأكيد على أن الوعود الإلهية في تك 12 – 36 لا تزال سارية المفعول وفاعلة، كما في حالة الإشارة إلى "الأمة العظيمة" (3:46)  والتي تذكر بالوعود الإلهية في 12 : 2؛ 18 : 18 .

في النهاية، من الهام أن نلاحظ أن ذلك الظهور الألهي إنما يحصل عندما يقوم يعقوب قبل رحلته إلى مصر للقاء ابنه يوسف بأخذ كل ما له في رحلة إلى بئر سبع حيث عاش جده ابراهيم وأبيه اسحاق (46 : 1).

تأمل في النص

ينتقل التركيز في تكوين 46 من يوسف إلى أبيه يعقوب، الذي يقدم تك 46 : 1– 7 مجموعة من الإعلانات اللاهوتية الهامة من خلاله. فنحن يجب أن نبني أية خطوة جديدة نحو المستقبل في حياتنا على أساس اختباراتنا في الماضي وإيماننا بالله في كل حين ونسيرها برفقته وببركته. ونحن يجب أن نثق بأن الله يرافقنا في رحلة حياتنا حتى في نزولنا وضعفنا ويؤكد لنا بنعمته أن الكلمة النهائية هي له ولخلاصه. في النهاية، يجب أن ندرك بأن الله صادق وأمين بوعوده حتى ولو تأخر في تحقيقها وتنفيذها ودون أن يخضع لمفاهيمنا نحن للزمن والتأخير.

الفكرة الرئيسة

يجب أن نسير كل خطوة في حياتنا برفقة إلهنا وفي ضوء علاقتنا وإيماننا به ونحن نثق بأمانته والتزامه بمحبته التي رافقتنا بالماضي وترافقنا بالحاضر وسترافقنا في المستقبل ولنا بها ومعها حياة وانتصار على كل شر وألم وموت.

صلاة

يومًا فيومًا فيوم كنت أمينًا معنا يا إلهنا الحي، فأعنا لنضع حياتنا بكل ما فيها بين يديك ونسيرها برفقتك واثقين بملء محبتك.

خذ قرارًا لهذا اليوم