(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

تدور الوحدة الأخيرة في قصة يوسف والتي تختم سفر التكوين ككل (تك 48 – 50) حول موضوع مواجهة الموت بأمانة في حياة عائلة متغربة وهي تثق بوعود الله في رحلة تغربها. وتتألف هذه الوحدة من أربعة أجزاء رئيسية: نص نثري يتضمن بركة للجيل القادم (تك 48)؛ نص شعري يتضمن بركات لجميع أولاد يعقوب (تك 49 : 1– 27)؛ نص روائي حول موت يعقوب ودفنه (تك 49 : 29 – 50 : 14)؛ ملحق حول خاتمة حياة يوسف في مصر (تك 50 : 15 – 26).

في تك 48 : 1- 7 يلتقي يعقوب وهو على فراش الموت بابنه يوسف وولديه؛ وتلك اللحظة هي لحظة هامة في حياة شعب الله، حيث أن موت يعقوب في الوقت الذي توجد عائلته فيه في مصر يطرح أسئلة صعبة جدًا حول الاستمرارية بين الأجيال في حياة شعب الله. وفي تلك اللحظة بالذات، يقوم يعقوب بتذكر بركة الله له في أرض كنعان ووعد الله بأن ينميه ويجعله أمة عظيمة ويمنحه أرض كنعان ملكًا أبديًا (آ آ 3– 4). والربط مع أرض كنعان هنا هو ربط مع ابرهيم واسحق ومع بركة الرب لهما وليعقوب قبل بدء رحلة النزول إلى مصر. وبالتالي، هو ربط للجيل الحالي والجيل المستقبلي مع الأجيال التي سبقته، وهو إعلان لاعتماد أجيال العائلة جميعها على وعود الله وبركته. وذلك الإعلان والربط يأتي في لحظة هامة في حياة شعب الله بين التكوين والخروج.

آخر هذا الجزء من النص يأتي ليعلن للشعب أنه يجب أن يتجنب اللعب بين الحبال ويجب أن يلتزم بهويته كنسل ابراهيم، حيث أن العهد لا ينطبق على "أنصاف الورثة". هذا الجزء من النص يأتي ليعلن للشعب أنه يجب أن ينظر وراء الواقع المصري، رغم إيجابيته حاليًا، إلى المستقبل المرجو. 

وفي ذلك السياق، يأتي إعلان يعقوب أن ابني يوسف، منسى وأفرايم، هما ابنيه هو (آ آ 5– 6) كدعوة للجيل التالي من العائلة ليتبنى رجاء يعقوب ويصدق الوعد ويعيش على أساسه، دعوة للجيل التالي ليتبنى نظرة يعقوب وطريقته في الحياة، وتحويل ذكرى الماضي في آ آ 3– 4 إلى رجاء للمستقبل. ما يريده يعقوب هو أن يربط الأجيال القادمة بالوعد، وليس فقط ببعضها البعض، بما أن الوعد أقوى وأكثر استمرارية من أي جيل.

تأمل في النص

يدور تك 48 : 1- 7 حول قوة الوعد وحول القدرة على الرجاء، وقوة الرجاء. ومن الهام أن ندرك هنا أن الوعد ليس مجرد شعور متفائل نحو المستقبل، لكنه تأكيد محدد وثابت مبني على اختبار في الماضي وثقة بالمستقبل الذي سيأتي. ويأتي تك 48 : 1– 7 ليؤكد على أهمية بركة الله في حياة شعبه وعلى أهمية أن يعيش شعب الله حياته على أساس تلك البركة ووعد الله بأن يكون مع شعبه ويباركه في كل زمان ومكان. كما يأتي تك 48 : 1– 7 ليؤكد على أهمية الاستمرارية في قلب الجماعة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

الفكرة الرئيسة

شعب الله مدعو ليعيش حياته على أساس بركة الله وعلى أساس الوعد الإلهي له بالمرافقة والبركة في كل زمان ومكان ومن جيل إلى جيل.

صلاة

نشكرك يا ربنا لأجل بركتك التي تفيضها في حياة خليقتك وتقود على أساس الوعد بها حياة كنيستك على مر تاريخها.

خذ قرارًا لهذا اليوم