(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتضمن النص الشعري الموجود في تك 49 : 1– 27 لائحة من البركات التي يعلنها يعقوب لأولاده وهو على فراش الموت. ومن الهام أن نشير هنا إلى أن هدف البركة في تك 49 مختلف عن البركة في تك 48 ، حيث أن تك 48 مرتبط بسياقه في القصة في حين أن تك 49 مستقل عن سياقه ويهدف أغراض أخرى. لا بل إن تك 49 لا تظهر أي ارتباط أو حتى معرفة بتكوين 48 والبركة التي فيها. واتطلاقًا من ذلك، يعتبر معظم الباحثين أن النص الشعري الموجود في تك 49 إنما هو في الأساس نص أقدم من النص الموجود تم ادخاله في مرحلة لاحقة في النص هنا.

في الجزء الأول من القصيدة (تك 49 : 1– 7)، يقدم يعقوب "بركته" لثلاثة من أولاده، هم رأوبين وشمعون ولاوي. ومن الملفت للنظر أن ما يحصل عليه ثلاثتهم ليس بركة بالمعنى الدقيق للكلمة. فرأوبين يحصل على مزيج من المديح والذم، في حين أن الذم هو كل ما يحصل عليه أخواه شمعون ولاوي. فيعقوب يعلن أن رأوبين، الذي هو البكر والذي في العالم القديم، لا بل وفي الشرق الأوسط إلى يومنا هذا، كان ولا زال يتمتع بمكانة خاصة بين إخوته، وكان من يفترض أن يحمل اسم أبيه من بعده وكان يحصل على مقدار الضعف من الميراث، إنما قد فشل في أن يكون أمينًا لمكانته تلك وكسر علاقته بأبيه لأنه تمادى في اعتبار أن كل ما لأبيه هو له وأعطى لنفسه حقوقًا ليست له.

في حين يعلن يعقوب أن شمعون ولاوي إنما يتركان غضبهما يسيطر عليهما ويقودهما لتسبيب عنف وشر وألم للبشر وللخليقة (آ 6)، ويجلب في النهاية اللعنة والدمار لهما شخصيًا.

تأمل في النص

يقدم تك 49 : 1– 7 في الجزء الأول من لائحة بركة يعقوب لأولاده مجموعة من الأفكار اللاهوتية الهامة. فهو من جهة يظهر لنا بعدًا هامًا في طبيعتنا البشرية، وهو أننا كثيرًا ما نتمادى في استخدام ما نتمتع به من "سلطة" و "امتيازات". فنحن نقوم بذلك في علاقتنا بالله، حيث نسيء استخدام الحرية التي يمنحنا إياها ونريد أن نضع أنفسنا أو ما يناسبنا نحن كآلهة في مكان الله، وتلك هي الخطيئة الأصلية (تك 3: 5). ونحن نقوم بذلك في علاقتنا بما ومن حولنا، سواء البشر أو الخليقة، فنسيء استخدام سلطتنا لتحقيق مصالحنا ولو تسبب ذلك بالأذية لمن حولنا والدمار للخليقة.

في نفس الوقت، يظهر لنا تك 49 : 1– 7 خطورة السماح للغضب بأن يسيطر علينا والدمار والشر الذي يسببه ذلك في حياتنا وحياة من وما حولنا. فالغضب غير المسيطر عليه يتسبب بالألم لمن حولنا والشر والأذى للخليقة ولكنه أيضًا في النهاية يتسبب بتدميرنا نحن أنفسنا.

الفكرة الرئيسة

نحن كثيرًا ما نتسبب بالشر والألم والمعاناة لما ومن حولنا كما لأنفسنا عن طريق اساءة استخدام "السلطة" والامكانات التي يمنحنا إياها الله بنعمته.

صلاة

نعترف أمامك يا ربنا بسقوطنا وانكسارنا وأننا غالبًا ما نريد أن نضع أنفسنا في مكانك، فاغفر لنا ضعفنا أصلح انكسارنا وأعطنا بنعمتك أن نعطيك وحدك كل مجد وسلطان ونعيش دعوتنا بأن نكون على صورتك ومثالك.

خذ قرارًا لهذا اليوم