(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

تشكل تك 49 : 28 – 50 : 14 الخاتمة الرسمية لحياة يعقوب في سفر التكوين. وتتألف هذه الخاتمة من جزئين رئيسيين، الخطاب الأخير الذي يوجهه يعقوب لأولاده (49 : 28 – 33)، وقصة دفن يوسف لأبيه يعقوب بحسب وصيته في أرض كنعان (50 : 1– 14 ). ومن الهام أن نلاحظ هنا أن الجزء الأول (49 : 28 – 33) يتضمن وصية معطاة لكل الأولاد في ارتباط مع القصيدة في 49 : 1– 27 ، في حين أن الجزء الثاني (50 : 1– 14) يرتبط بتكوين 48 وبكل قصة يوسف (تك 37 – 50)، لا بل من الواضح أن تك 50 : 1 ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتك 47 : 30 .

وإذا كان الجزء الأول من خاتمة حياة يعقوب (49 : 28 – 33) يعيد التأكيد على ما سبق وقدمته القصة من تأكيد يعقوب على ضرورة دفنه مع آبائه في أرض كنعان في تأكيد على التزامه بوعد الرب له وللآباء من قبله (47 : 29 – 31 ؛ 48 : 3– 4)، فإن الجزء الثاني من الخاتمة (50 : 1– 14) والذي يقدم مشهد دفن يعقوب يرتبط من جديد بموضوع العائلة والامبراطورية. ففي دفن يعقوب في أرض كنعان، وإن كان ذلك برعاية الامبراطورية وبتكريم من قبل الامبراطورية وبحسب تقاليد الامبراطورية، فإن النص يؤكد على أن وعد الله هو وعد حي ومتجدد وأن ورثة يعقوب مدعوون ليثقوا بوعد الله لأبيهم وأجدادهم وعبرهم لهم، رغم أن تحقيق ذلك الوعد لا يزال بعيدًا عن الحصول في هذه المرحلة، وعليه ليرفضوا الاندماج الكامل في الامبراطورية والضياع في قلب الامبراطورية.

تأمل في النص

تؤكد خاتمة حياة يعقوب في سفر التكوين على أن إلهنا هو إله حي ووعوده هي وعود حية متجددة وأن حياتنا وإن كانت مضطربة ومليئة بالصعود والنزول فإن صاحب الوعد ومصدره هو إله أمين وثابت في محبته وأمانته، وأن الإيمان بذلك هو ما يعطينا قوة وثقة في رحلة حياتنا هذه.

كما تؤكد خاتمة حياة يعقوب على أن شعب الله مدعو في كل زمان ومكان ليحذر من مغبة فقدان هويته وضياعه الكامل في العالم وقيم العالم والسلطة ولعبة السلطة؛ شعب الله مدعو ليقاوم كل إغراءات ذلك وليكون شاهدًا أمينًا لإيمانه وثقته بالله وأمانته حتى في الوقت الذي يبدو فيه الله بعيدًا ووعوده أبعد ما تكون عن التحقيق.

الفكرة الرئيسة

شعب الله مدعو ليعيش حياته على أساس الثقة بأمانة الله وبالتزام بالشهادة لإيمانه في وجه كل المغريات أو الشكوك.

صلاة

يا رب يا رب، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك وحدك.

خذ قرارًا لهذا اليوم