(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يُعتَبَر مثل الزارع من أوَّل الأمثال في إنجيل متَّى وَأشهرها. في هذا المثل يستعمل يسوع صورة مألوفة في المجتمع الذي يخاطبه ليجعل تعليمه سَهل الفَهم. بالرغم من سهولة الفهم المبدئيَّة، يورِد متَّى تفسيرًا لهذا المثل (13 : 18 – 23) مُقدِّمًا بالتالي نهجًا تفسيرًّيا لطريقة تطبيق الأمثال عامَّة. أبرَزَ المثل أربعةَ أنواع من الأرض التي تتلقى الزرع: جانب الطريق، وأرض صخرَّية، وبين الشوك، وأرض طيِّبة. جاء تفسير المثل ليُعطي رمزَّية كلِّ نوع من هذه الأنواع مُطبِّقًا إَّياها على طريقة تعاطي المؤمن مع كلمة الله التي يزرعها يسوع في إنجيله. في النهاية يُركِّز تفسير المثل على إعطاء ثمر في عيش كلمة الله.

تأمل في النص

"خرج الزارع ليزرع ". قد نَعتقد أنَّ يسوع زَرع كلمتَه في الماضي فقط، فنستنتج أنَّ هذا المثل لا يعنينا اليوم. ولكن في الواقع يبدأ المثل باللغة اليونانيَّة الأصليَّة باسم إشارة: "هوذا الزارع... ". كلمة يسوع معروضة دائمًا أمامنا، والزارع ما زال يُتابع عمله اليوم في حياتنا. من هنا نفهم أنَّ المثل يجعلنا نقف أمام طريقة تلقِّينا الكلمة، وأمام منهجيَّة استصلاح قلوبنا لتُصبح أرضًا صالحة تفعِّل الكلمة الملقاة فيها وَتجعلها تتضاعف بالكمِّيَّة والنوعيَّة.

من جهة أُخرى، يُمكننا أنْ نلوم الزارع الذي لم يَعرف أنْ يُميِّز أنواع الأرض في زرع كلمته... لكنَّ الهدف من هذه الصورة هو دعوة قلوبنا جميعًا، مهما كانت حالتها، لتَعي بأنَّها لم تحرَم نعمة الربّ.

الفكرة الرئيسة

على المؤمن أنْ يجعل كلمة الزارع الأوَّل تُثمر في حياتِه ليكسب بذارًا متجدِّدة يتغذَّى منها شخصيًّا وتجعلُه يُتابع في مجتمعه ما أسَّس له الزارع الأوَّل.

صلاة

لم تستثنِ يا ربُّ في زرعك الروحيّ أيَّ أرضٍ، ولم تحكم على أيِّ نوعيَّة منها حاجبًا عنها كلمتك المحيية. اجعَلني على مثالك مُنفتحًا على كلِّ مَن يعتبره المجتمع مُهمَّشًا وخاطئًا، فأُساعده على استصلاح تربتِه فَنُثمرَ معًا ثمرًا يُمجِّد أَبانا السماويّ. ساعدنا يا ربّ على نزع قلوب الحجر من صدورنا واستبدالها بقلوب من لحم.

خذ قرارًا لهذا اليوم