(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
![(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fimageproxy.youversionapi.com%2Fhttps%3A%2F%2Fs3.amazonaws.com%2Fyvplans%2F13917%2F1280x720.jpg&w=3840&q=75)
شرح النص
تكثر الأمثال التي تتحدَّث عن الملكوت بصورة زَرع وزارع وُتربة ونموٍّ... يتفرَّد الإنجيليّ مرقس بمثل الزرع الذي ينمو من تلقاء نفسِهِ. تجدر الملاحظة سريعًا إلى أنَّ مرقس يتكلَّم على ملكوت "الله" في حين أنَّ إنجيل متَّى يُسمِّيه ملكوت "السماوات". إنَّها الحقيقة نفسها، لكنَّ اختلاف التسمية ناتج عن أنَّ متَّى الُمقرَّب من التقليد اليهوديّ لا يذكر اسم الجلالة، فيستبدله بكلمة "السماوات" .
يذكر المثل عمل الإنسان في البداية وفي النهاية (الزرع والحصاد)، في حين أنَّ الأفعال الأُخرى تُركِّز، بشكل أو بآخَر، على عمَل "مجهول". إنَّ صيغة المجهول في الكتاب المقدَّس تُشير في أحيان كثيرة إلى عمل الله، وهذا ما يُسمِّيه المفسِّرون "المجهول الإلهيّ". مثلًا: "طوبى للرحماء، فإنَّهم سيُرحمُون"، تعني أنَّ الله هو الذي سيرحمهم. من هنا نفهم أنَّ مثل الزرع يستعرض عمَلَين متكاملَين: عمل الإنسان وعمل الله. يشدِّد إذًا هذا المثل على أنَّ الله يأخُذ عمل الإنسان وُيطوِّره ويجعله يثمر بعنايته الإلهيَّة.
تأمل في النص
العناية الإلهيَّة لا تنفي عمل الإنسان، والعكس صحيح. تُفهِمنا هذه الحقيقة ما نعنيه بقولنا:
علينا أنْ نَهتَم، لا أنْ نَنهمَّ. الاهتمام جوهريّ، والهمُّ هو نقص في الاتِّكال على العناية. استعمل بولس الرسول هذه الصورة في قَوله: "أنا غرستُ وأبلُّوسُ سقى، ولكنَّ اللهَ هو الذي كان يُنمي" ( 1كور 3: 6). تنسحب هذه الصورة على مجمل أعمال الإنسان: الإنسان يأكل، والله يُغذِّي؛ الإنسان يُطبِّب، والله يشفي...
من جهة أخرى، يلفت المثل نظرنا إلى حقيقة عملانيَّة أُخرى. صحيح أنَّ الزارع لا يعرف كيف ينمو الزرع ويكبر وُينضج ثمرًا، لكنَّ هذا الواقع لا يمنعه من أنْ يستفيد من هذه العمليَّة المجهولة.
كذلك بالنسبة إلى المؤمن، لا يعرف كيف يستعمل الله العمل الذي يقوم به في سبيل الملكوت، ولكنَّه يعمل ويترك للربِّ أنْ يُتمِّم عمله. صحيح أنَّ المؤمن لا يَعرف... لكنَّه يعرف أنَّ الله يَعرف... هذا هو أساس عمل المؤمن، بالرغم من أنَّه لا يرى نتائج عمله.
الفكرة الرئيسة
قام الربُّ يسوع قَبلَنا بزرع الملكوت في أرضنا. حقَّق الخلاص بموتِه وقيامته. قد لا يفهم المؤمن كيف ينمو هذا الملكوت، وقد لا يفهم كيف أنَّ عمل الربِّ يسوع في الماضي تتواصل نتائجه في الحاضر والمستقبل... لكنَّ كلَّ هذه الأمور لا تمنعه من أنْ يُسهم في زراعة الملكوت وَيصل بالتالي إلى جني ثمار عمله.
صلاة
يا ربُّ، إنْ لم تبنِ أنت نفسك البيت، فباطلًا يتعبُ البنَّاؤون. أعطني أنْ أحضِّر لكَ حجارة صلبة، لا قشًّا وتبنًا، حتَّى تُواصل بعنايتك العمل الذي تُريده مشيئتُك. آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
![(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأول](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fimageproxy.youversionapi.com%2Fhttps%3A%2F%2Fs3.amazonaws.com%2Fyvplans%2F13917%2F1280x720.jpg&w=3840&q=75)
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More