(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

مثل الابنَين في إنجيل متَّى الذي نحن بصدده هنا يختلف عن المثل الذي يبدأ بعبارة مشابهة وَنسمِّيه مثل الابن الضال الوارد في الفصل الخامس عشر من إنجيل لوقا. ميزة مثل الابنَين الذي يتفرَّد به إنجيل متَّى هو أنَّ يسوع، بعدما رواه، يطبِّقه على رؤساء الكهنة وَشيوخ الشعب الذين حاوروه في النصّ الذي يسبق هذا المثل. سأُلوه عن سلطتِه وعن الذي أعطاه هذه السلطة، فأجاَبهم بسؤال يرتبط بمصدر معمودَّية يوحنَّا المعمدان. وَفي المثل الذي قاله وطبَّقه عليهِم يقارنُهم مع جباة الضرائب الذين تاُبوا بإنذار يوحنَّا المعمدان.

يعرض مثل الابنَين مشهَدَين للواِلد مع كلِّ واحد منهما. في كلِّ مشهد يكشف الوالد إرادته أمام ابنه. فالابنان إذًا يعرفان مشيئة أبيهما، لكنَّهما يتمايزان بطريقة التعاطي مع هذه المشيئة: الأوَّل الذي يشبِّهه يسوع بجباة الضرائب والزواني رفض في البداية، ومن ثمَّ ندم وعمل بحسب مشيئة أبيه؛ الثاني الذي يقارنُه يسوع برؤساء الكهنة والشيوخ أكَّد نيَّتَه بالتطبيق ولكنَّه لم يفعل بحسبها.

لا يذكر المثل أيَّ مُبرِّر للابن الثاني لعدم تتميم مشيئة أبيه، في حين أنَّه ركَّز على "ندامة" الأوَّل وتتميمه لإرادة أبيه.

تأمل في النص

كلُّ مؤمن يعرف مشيئة الربّ، فيتساوى مع الابنَين في حالتهما الأساسيَّة. وبالمقارنة مع المثل نستنتج أنَّ ما يهمُّ في حالة المؤمن، ليس ما يُعلِنه، بل ما يقوم به إذا كان مُطابقًا لمشيئة الربّ. 

يُبرز هذا المثل أنَّ المؤمن مدعوّ باستمرار إلى عيش حالة توبة تصوِّب مسيرته وتجعلها متناغمة مع إرادة ربِّه.

الندامة تَجعل الخاطئ يسبق الذي يعتبر نفسه بارًّا إلى ملكوت السماوات. في الواقع، يتَّسع الملكوت للجميع، لكنَّ المثل ينتهي بجَعل التوبة مقياسًا للدخول أو عدم الدخول. هذا ما يعنيه يسوع بقوله: "أُدخُلُوا من الباب الضيِّق... " (مت 7: 13).

الفكرة الرئيسة

لا تقتصر علاقة المؤمن مع الربّ على المسائل الخارجيَّة والأقوال، بل تصل إلى الجوهر، إلىالتحوُّل بسلوك صحيح لعيش مشيئته. ومشيئته هي أن نكون من عمَّال ملكوته.

صلاة

يا ربُّ، صلواتُنا أقوال وكلمات. اجعَلْها مؤسَّسَةً على توبتنا الصادقة، فلا تكون محبَّتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحقّ. آمين.

خذ قرارًا لهذه اليوم