(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يُشكِّل القول: يصير الأوَّلون آخِرين والآخِرون أوَّلين  خلفيَّة واضحة لمثل صاحب كَرْم يستأجر عملة لكَرْمِه. فهذا القول يتكرَّر مباشرة قبل هذا المثل وفي نهايتِه. يستعمل يسوع إجمالًا هذا القول للتعبير عن أنَّ مَن يعتبرُهم الكتبة والفرِّيسيُّونَ هامشيِّين وخطأة سوف يسبقونهم إلى الملكوت بتوبتِهم. لكنَّ هذا المثل يستعرض أبعد من هذه الفكرة. يُركِّز هذا المثل على أنَّ دعوة صاحب الكَرم مفتوحة دائمًا ولا تنحصر في وقت مُعيَّن، ولا يعتبر أحدًا متأخِّرًا. بالمقابل، تكمن ميزة العمَّال المدعوِّين في مختلف ساعات النهار في أنَّهم لبُّوا الدعوة مباشرة.

في نهاية النهار، سوف يساوي صاحب الكرم في أجور العمَّال بمعزل عن الساعة التي بدأوا فيها العمل في الكرم. وعندما اعترض الذين بدأوا العمل منذ الصباح، عزا صاحب الكرم تصرُّفَه غير الاعتياديّ )أو حتَّى المجُحف( إلى كَرَمِه الذي جعله يدفع للجميع الأجر نفسه. يبدو من تصرُّفِ صاحب الكرْم أنَّ الأساسيّ بالنسبة إليه يكمن في إنهاء النهار في العمل في الكرم، وليس في الساعة التي يبدأ فيها العمل.

تأمل في النص

يدعو الربُّ كلَّ إنسان إلى الإسهام في عمل الملكوت. مع الربِّ لا تصنيف بين آخِرين وأوَّلين، لكنَّ التصنيف الحقيقيّ يكمن في تلبية الدعوة أو عدم تلبيتِها. فالبداية مع الربِّ لا ترتبط بتوقيت، لأنَّ البداية تكون عندما يوجِّه الربُّ الدعوة. من هنا نفهم أنْ المتأخِّر مع الربِّ هو الذي يفوِّت دعوة الربِّ إليه.

من جهة أخرى، يرمز النهار في هذا المثل إلى حياة الإنسان. فما يهمُّ الربّ هو أنْ تُنهي حياتك مَعه، لأنَّ الربَّ يُعطي الأجر للذين أنهَوا حياتهم في خدمته. جُودُ الربِّ لا يُنقِّص من أجرِك ليُعطي للآخرين... فالملكوت واحد، والربُّ لا يُعطي نصف أو ربع أو ثلث ملكوت.

الفكرة الرئيسة

يُحرِّض هذا المثل المؤمن على إلغاء كلِّ مقارنة مع الآخرين، لأنَّ الربَّ يتعامل شخصيًّا مع الإنسان. بالمقابل، يدعوه إلى تلبية دعوة الربِّ مباشرة وإلى الثبات حتَّى النهاية في حقل الربِّ. 

صلاة

أعطِني يا ربُّ النعمة والجرأة حتَّى أضع يدي على المحراث ولا ألتَفت إلى الوراء. جدِّد فيَّ روح الغيرة والحميَّة حتَّى لا أَتَلهَّى بالقشور وأُنهي نهار حياتي في حبِّك. آمين.

خذ قرارًا لهذ اليوم