(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

بعد هذا المثل يقرِّر الفرِّيسيُّون أنْ يمسكُوا يسوع بكلمة، لأنَّهم رَأوا في هذا المثل توبيخًا نبوًّيا على حالتهم المنحرفة. يتطوَّر المثل في ثلاث مراحل بعد تحضير الملك كلَّ شيء لوليمة عرس ابنِه. في مرحلة أولى، يُرسل الخدم مرََّتين ليُعلم المدعوِّين أنَّ كلَّ شيء مُحضَّر للوليمة، فلم يُلبُّوا الدعوة، بل على العكس أَهانُوا الخدم وقتلوهم. فَأرسَلَ جنوده لإهلاكهم وحرق مدينتهم. في مرحلة ثانية، أرسَل خدمه لدعوة آخَرين لم يكونوا في الأصل مدعوِّين؛ فدَعوا كلَّ من وجدُوه من أشرار وصالحين. في مرحلة ثالثة، دَخلَ الملك ليرى المدعوِّين، فتفاجأ بواحد لا يلبس حلَّة العرس فَطرَدَه.

قد يدهِشنا هذا التفصيل الأخير إذا كنَّا لا نعرف الممارسات التقليدَّية في ذلك الوقت. كان جميع المدعوِّين يدخلون من الباب الرئيسيّ حيث تعطى لهم حلَّة للوليمة. يبدو إذًا أنَّ هذا الرجل لم يدخل من هذا الباب، ولم يحصل بالتالي على حلَّة الوليمة.

تأمل في النص

تأتي المبادرة الإيجابيَّة دائمًا من الربّ. يَعرض وليمة ابنِه على الإنسان. يرفض بَعضُهم تلبية الدعوة لأنَّهم لا يريدون أن يعترفُوا بالملك وبابنِه. وليمتُهما هي الحياة، وعدم الدخول إليها يؤدِّي إلى الموت. ففي المرحلة الأولى يدعونا المثل إلى التأمُّل في كيفيَّة التعبير عن خضوعنا للملك السماويّ ولابنِه.

تذكِّرنا المرحلة الثانية من المثل أنَّ الربَّ يدعونا في الحالة التي نحن عليها. لا ينظر إذا كُنَّا أبرارًا أو أشرارًا. يُريد فقط أنْ نُشاركه فرح ابنِه. لكنَّ المرحلة الثالثة تجعلنا نفهم جوهر العلاقة مع الربّ: صحيح أنَّ الربَّ دعانا بمعزل عن حالتنا الأولى، لكنَّ تلبية الدعوة تفترض تغييرًا جذريًّا نُعبِّر عنه بالتوبة والندامة والتخلِّي عن حالة الخطيئة.

الفكرة الرئيسة

المدعوُّون كثيرون، أمَّا المختارون فقليلون. دعوة الربِّ إلى المشاركة في ملكوته مفتوحة للجميع؛ لكنَّ المشاركة تقتصر على النخبة التي تؤمن بالربِّ وتسعى إلى عيش القداسة.

صلاة

لَبِستُ يا ربُّ حلَّة المجد من مياه المعموديَّة، فاجعَلني أُحقِّق في حياتي جوهر ما أنا: أنا ابنُك.

خذ قرارًا لهذا اليوم