(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يُركِّز مثل الخادم العاقل على مفهوم السهر لأن لا أحد يعلم اليوم ولا الساعة. يأتي المطلوب من الخادم على مستوَيين. المستوى الأساسيّ هو تطبيق إرادة سيّده، علاقة شخصيّة بينه وبين سيّده؛ أمّا المستوى الثاني فهو مضمون هذه الإرادة: خدمة آل بيت السيّد، علاقة بين الخادم وبين الذين هم خاصّة سيّده. بمعنى آخر، يطلب السيّد من الخادم أن يقوم بعمله الخاص وهو الاهتمام بأهل بيته.

تكمن قوّة الخادم العاقل في تتميم إرادة معلّمه. لن يغيّر تأخّر المجيء شيئًا في عمله. أمّا الخادم الشرّير فهو الذي يعيش انفصامًا بين حالته وإرادة سيّده من جهة، وبين ما يجول في قلبه وميوله، من جهة أخرى. وهذا ما دفعه عند تأخّر سيّده ليس فقط إلى عدم إعطاء الأكل لأهل بيته، بل إلى التصرّف عكس ذلك تمامًا. إنّه يخاف سيِّده فقط في حضوره؛ أمّا كلمته فليس لها أيّ اعتبار. وصيّة سيّده عبء عليه.

مفاجأة عودة السيّد كانت مكافأة كبرى للخادم الأمين العاقل. تّمم ما لسيّده في غيابه فإذا به ينال كلّ ما لسيّده عند عودته. ساواه السيّد بنفسه، وجعله يشاطره كلّ شيء. 

بالمقابل، عودة السيّد أحرجت العبد الشرّير وكانت له دينونة هلاك مع المرائين. فالمرائيّ بكلّ بساطة هو الذي يتصرّف عكس هوّيته؛ يظهر بمظهر مغاير لحالته ولحقيقته. ضَربه لرفاقه أوصله إلى البكاء، أكله وشربه مع السكّيرين أوصله إلى صريف الأسنان.

تأمل في النص

هذا المثل سهل الفهم. يرسم لك صورة مزدوجة لعبدَين، ويطلب منك أن تتشبّه بالأوّل وتتجنّب التماثل بالثاني. العبرة الروحيّة واضحة. أنت تعرف إرادة السيّد وتعرف بأنّه سيعود ولكن لا تعرف متى. أنت تقرّر مصيرك وتُرغم السيّد على أن يقودك إليه. السؤال الملحّ الذي يطرح نفسه هو: بحسب تصرّفاتك الحاليّة أين تعتقد سيكون مصيرك؟ هل ترضى بهذا المصير؟ هل تريد تغييره؟ هل تُحافظ عليه؟

يحثّك هذا المثل على عيش ديناميّة نابعة، ليس من خوفك من مجيء ربّك، بل من حبِّك له وتشبّهًا بحالته، هو الذي أطاع حتّى الموت، موت الصليب. يعلّمنا هذا المثل الطريق المثاليّة لعيش الطاعة الإيمانيّة.

الفكرة الرئيسة

يظهر مفهوم التطويب (طوبى، هنيئًا) أساسيًّا في هذا المثل. فكرته الرئيسيَّة تكمن في إعطاء المثال للوصول إلى هذه السعادة الأبديَّة.

صلاة

يقول الجاهل في قلبِه أن لا إله ولا سيِّد... أمَّا أنا فأعترف بك ربًّا ومعلِّمًا. اجعلْني أعيش إرادتَكَ وأعرف أنَّها السبيل الوحيد لنموِّي في الإيمان وللوصول إلى الحياة الأبديَّة معك. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم