(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

مثل العذارى هو من الأمثال التي تروى على خلفيَّة مسألة السهر، لأنَّ لا أحد يعرف اليوم ولا الساعة. يعرض المثل حالة واحدة أساسيَّة لجميع العذارى: الخروج للقاء العريس. يصير التمييز بينهنَّ على أساس التنبُّه والاستعداد لكلِّ الاحتمالات، ولا سيَّما احتمال تأخُّر العريس. 

قد نستغرب تصرُّف العذارى العاقلات اللواتي لم يُشاطرْن الزيت الذي معهنَّ، فنتساءَل عن روح المحبَّة والمشاركة عندهنَّ علمًا أنَّهنَّ سوف يدخلنَ مع العريس. يتبدَّد هذا الاستغراب عندما نقرأ أنَّ تصرُّفهنَّ تمَّ بعد نَعسهنَّ ونومهنَّ وانتصاف الليل ومجيء العريس وقيامهنَّ. إنَّها صورة العبور من هذه الحياة إلى الدينونة والحياة الأخرى. فَما كان مُمكِنًا، لا بل مطلوًبا، قبل النوم وانتصاف الليل، يصبح صعبًا بعد ذلك.

قد نستغرب أيضًا موقف العريس الرافض إدخال العذارى الجاهلات اللواتي عُدنَ بعد إغلاق الباب، مع العلم أنَّهنَّ طلبنَ منه قائلات: يا ربّ، يا ربّ، افتحْ لنا. يذكِّرنا هذا الوضع بتحذير سابق في إنجيل متَّى أيضًا حيث يقول يسوع في ختام عظة الجبل: "ما كلُّ مَنْ يقول لي: يا ربّ، يا ربّ! يدخلُ ملكوت السماوات، بل مَن يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات". (مت 7: 21).

تأمل في النص

إنَّ حالة العذارى الأساسيَّة هي حالة عيش بانتظار مجيء العريس للدخول معه إلى الملكوت السماويّ الأخيريّ. في الواقع تُمثِّل هذا الحالةُ حالةَ كلِّ مؤمن؛ فكلُّ مؤمن يعيش بانتظار هذه الساعة والدخول مع العريس إلى مُلكه الأبديّ. فَما يُقال هنا في العذارى يُشكِّل تعليمًا لكلِّ مؤمن. يُرمز إلى هذا التشابه وهذه الشموليَّة بالعدد عشرة.

تُعلِّمني العذارى أن أعيش تناغمًا كلِّيًّا بين هوَّيتي كمؤمن ومُنتظر موكب العريس، وبين سلوكي واستعدادي لهذا الانتظار. فالزيت لمصباحي هو السلوك الذي ينتج عن الإيمان الصحيح. 

بل أكثر من ذلك، يحثُّني هذا المثل، ما دمت في هذه الحياة، أنْ أُنبِّه الآخرين وأساعدهم على تعبئة زيت لمصابيحهم، فيكونوا مستعدِّين للقاء العريس بالأعمال الصالحة.

الفكرة الرئيسة

عيش تناغم، حتَّى نهاية الحياة الزمنيَّة، بين الإيمان وحالة المؤمن، وبين الأعمال الحسنة.

صلاة

يا ربُّ، لن أستغرب بعد اليوم كيف أنَّ الدعاء: "يا ربّ، يا ربّ! افتح لنا" لا يكفي، مع أنَّك أنتَ قلت: اسألُوا تُعطَوا، اطلبُوا تجدُوا، اقرَعُوا يُفتَح لكم. أعطِني أن يكون سلوكي متناغمًا مع مضمون إيماني بك. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم