(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

مثل الوزنات هو من أمثال الدينونة: يكشف كيفيَّة الدخول إلى الفرح الأبديّ ومقياس الدينونة.

إنَّه يكلِّمنا إذًا عن كيفيَّة العبور من الملكوت السماويّ الزمنيّ إلى الملكوت السماويّ الأخيريّ.

يظهر في هذا المثل زمنان: زمن قبل سفر السيِّد وزمن عند عودِته بعد مدَّة طويلة. في المرحلة الأولى يصير تسليم الوزنات للخَدَمِ الثلاثة، دون ذكر لشروط مُعلنَة. في المرحلة الثانية تصير المحاسبة. لم يستغرب أحد من الخدَمِ من المحاسبة. هذا يعني أنَّ شرط استثمار الوزنات معروف لديهم، وأنَّ تلك الوزنات ليست هبة مجَّانيَّة بالمعنى الُمطلَق، بل هي عطيَّة في سبيل الاستثمار، ولاحقًا تكون في أساس المحاسبة.

نجح الأوَّلان في الاستثمار، وضاعفا الوزنات، فكانت مكافأُتهما الدخول إلى نعيم السيِّد. أمَّا الثالث الذي طمر الوزنة فراح يُبرِّر عملَه بإعطاء صفات تسلُّطيَّة للسيِّد مِمَّا أخافَه وجعله يطمر الوزنة. لم يجادل السيِّدُ الخادم على الصفات التي أعطاهُ إَّياها؛ دانَه وطرحَه في الظلمة البرَّانيَّة لأنَّه لم يتصرَّف بحسب ما يراه في سيِّده.

تأمل في النص

يكشف هذا المثل للمؤمن كيفيَّة العيش في هذا الزمن الحاضر في ضوء ما ينتظره في الحياة الثانية. يُعطيه مقياس الدينونة: استثمار الوزنات التي أعطاه إيَّاها الربُّ. ولكن ما هي هذه الوزنات التي أعطاها الربُّ للإنسان؟ في الواقع يُطرَح السؤال بشكل معكوس: أيُّ شيء للإنسان ولَم يُعطِهِ إيَّاه الربُّ؟ من هنا يأتي تأمُّل المؤمن بكيفيَّة استثمار ومضاعفة كلِّ ما هو له، حتَّى يصل أخيرًا إلى فرح الربِّ.

أمَّا الخادم الذي دين فيُعلِّمنا أمرَين: تصحيح نظرتنا إلى الربِّ الرحيم، والسلوك بحسب هذه النظرة المتجدِّدة والحقيقيَّة للربِّ.

الفكرة الرئيسة

وَعي المؤمن لهوَّية الربِّ الحنون والرحيم والغفور يجعله يصحِّح بشكل مستمرّ مسيرَته ويستثمر كلَّ عطايا الربِّ له.

صلاة

وَعَّيتَنا يا ربُّ على مقياس الدينونة للدخول إلى فرحك الأبديّ، فاجعلنا نفهَم أنَّ كلَّ ما هو لنا هو عطيَّة منك، وأنَّ هذه العطيَّة لا تتضاعف إلَّا إذا فعَّلناها بخدمتِك وخدمة إخوتنا البشر. آمين.

خذ قرارً لهذ اليوم