(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

مثل التينة التي لا تُثمر وكيفيَّة التعاطي معها مثل زراعيّ بامتياز. يطرح مسألة عادَّية في العالم الزراعيّ، ويرسم مسيرة متكاملة بين النموّ والاهتمام والإثمار. تينة لا تُثمر منذ ثلاث سنوات، ما هو مصيرها؟ يبرز في المثل الاحتمالان: القطع المباشر أو العناية الزراعيَّة التي تؤجِّل البحث بمصيرها. الاحتمال الأوَّل احتمال صارم إذ يعتبر أنَّ الوقت الذي مضى دون إعطاء ثمر كافٍ لقرار قَطع الشجرة. أمَّا الاحتمال الثاني فيُعطي زمنًا آخر إضافيًّا يجعل من قرار القطع مبرَّرًا إذا لم تثمر التينة.

يأتي اقتراح الكرَّام على مستويَين: إعطاء سنة تجربة، وتأمين اعتناء بالتينة خلال تلك السنة.

اقتراح منطقيّ يهدف إلى تمييز العلَّة ومسؤوليَّة عقم التينة. هل يكمن الخطأ في التينة أم في صاحبها الذي لم يهتمَّ بها؟ إذا كان السبب في نقص الاهتمام، يزول بالتالي قرار قطع الشجرة لأنَّها تكون أثمرت. أمَّا إذا كانت الخلل يعود إلى الشجرة إذ تبقى من دون ثمر بعد العناية، فإنَّها تُقطع. لماذا؟ لأنَّها لم تحقِّق علَّة وجودها. فهي ليست لإنتاج ورق وحطب، ولا لتأمين ظلٍّ.

تأمل في النص

يعرض هذا المثل حالات متعدِّدة تصحُّ بأن تكون موضوع تأمُّل. إنْ كنتُ في حالة التينة العقيمة، هل أبقى منفتحًا على عمل الربِّ فيَّ ليجعلني أُثمر؟ إنْ كنت في حالة الكرَّام، هل أحكم مباشرة على الآخرين؟ أم أعطيهم فرصة تحوُّل؟ إنْ كنت في حالة التينة والكرَّام في الوقت عينه، هل أُسرع في الحكم على نفسي بالفشل؟ هل أسعى إلى وضع الإصبع على الجرح وأعرف كيف أُطبِّبه؟

ممَّا لا شكّ فيه أنَّ أسهَل علاج للمصاعِب هو إلغاء سَبَب الإزعاج؛ ولكن هل تَعتَقد أنّ هذه الطريقة مَسيحيّة؟ يَعرض المثل وسيلة مُزدوجة قبل الوصول إلى آخر الدواء: أوَّلًا، إعطاء فُرصة أخرى للمُذنِب؛ ثانيًا، العمَل الجدّيّ على استصلاح الأرضيّة وإزالة أسباب العقم. هل تتبنّى هذه "السياسة" في علاقاتِك؟

يُعطينا اللهَ دائمًا فُرصة عَلَّنا نُعطي ثمرًا. فسنةُ الرحمة ليسَت سنة راحة؛ إنّها زمن العملِ على الذات، زمن التقدّم نحو الأفضَل. هل تعي أنّ هذه الفرصة ليسَت السنةَ المُقبلة بل هي اليوم؟

لماذا تتأخَّر في زرعِ بذور التطوّر في قلبِكَ؟ لماذا لا تطلُب القوّة من الذي يَهبُها لك؟ اسمح له أن يعمل فيك.

الفكرة الرئيسة

يمنحني الربُّ، ما دمتُ حيًّا، فرصة ندامة ونموّ. وما دام الآخرون أحياء، أمنحهم، على مثال الربّ، سنة لتحقيق هدف حياتهم.

صلاة

نجِّني يا ربُّ من الأحكام الصارمة إنْ على نفسي، أو على الآخرين. اجعلني أعي مقدار رحمتك فتكون الرحمة خلفيَّة كلِّ أعمالي. نعم يا ربّ، الآن أفهم ما معنى: كونوا رحماء كما أنَّ أباكم السماويّ رحيم.

خذ قرارًا لهذا اليوم